أوحت تصريحات ممثلي إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا أمس، بأن المفاوضات بين الجانبين تواجه خلافات جدية تعرقل التوصل إلى اتفاق قبل المهلة النهائية غداً، ما قد يحتّم تمديد المحادثات أياماً (للمزيد). وكان لافتاًَ أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تحدث عن «تفسيرات متباينة» لنقاط اتُفِق عليها في اتفاق لوزان الذي أبرمه الجانبان في نيسان (أبريل) الماضي، داعياً طهران إلى تقديم «تنازلات»، فيما اعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن على الطرفين «التوصل إلى تفاهم في منتصف الطريق». وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي عقد في فيينا أمس، جولة مفاوضات ثالثة مع نظيره الأميركي جون كيري، والتقى هاموند أيضاً، توجّه إلى طهران أمس من أجل «التشاور» مع القيادة الإيرانية، على أن يعود اليوم إلى العاصمة النمسوية. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن رحلة ظريف كانت مقررة سلفاً. وأبلغ مصدر «الحياة» أن ظريف التقى في طهران أعضاء اللجنة الخاصة المعنية بالمفاوضات النووية، في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وتضم ممثلي المرشد علي خامنئي. وأضاف أن القضايا التي حملها الوزير تتعلّق بآلية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ومدة اختبار نياتها، إضافة إلى مواصلتها البحوث النووية. وشهد الاجتماع تأكيداً على الخطوط الحمر التي حددها المرشد. وبثّت قناة «العالم» الإيرانية أن طهران رفضت خلال المفاوضات طلباً لاستجواب علمائها النوويين، واقترحت أخذ عيّنات من أطراف مواقعها العسكرية، بدل تفتيشها. وأشارت إلى أن إيران «اقترحت جدولاً زمنياً من ثلاث خطوات لرفع العقوبات: الأولى يوم الإعلان عن الاتفاق، والثانية يوم تنفيذه، والثالثة رفع العقوبات في شكل كامل». وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية بأن واشنطن «قدّمت اقتراحاً جديداً» لتجاوز عقدة استجواب العلماء النوويين لإيران وتفتيش مواقعها العسكرية، يطالب طهران ب «شرح وافٍ وشفافٍ لنشاطاتها النووية الماضية والحالية». وأشارت إلى أن ظريف طلب نص الاقتراح «مكتوباً». وشدد مسؤول أميركي على أن بلاده «ليست قلقة» من عودة ظريف إلى طهران، معتبراً أن عودة الوزراء إلى عواصمهم للتشاور هو «أمر جيد». وأشار إلى أن ممثلي إيران والدول الست «يعتزمون البقاء في فيينا إلى ما بعد 30 حزيران (يونيو)، لمتابعة المفاوضات»، مؤكداً بذلك تصريحاً مشابهاً أدلى به مسؤول إيراني. ولفت هاموند قبل لقائه ظريف، إلى «قرارات صعبة جداً يجب اتخاذها»، وزاد: «هناك نقاط ما زال لدينا في شأنها تفسيرات متباينة حول ما اتفقنا عليه في اتفاق لوزان. يجب أن يكون هناك نوع من التنازلات، إذا أردنا إنجاز (الاتفاق) خلال الأيام المقبلة». أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني فاعتبرت أن إبرام اتفاق «ليس مستحيلاً»، وربطت الأمر بوجود «إرادة سياسية» لدى الطرفين. ورأى صالحي أن «اتفاقاً جيداً سيكون في متناول اليد، إذا امتنع الغربيون عن طرح مطالب مبالغ فيها في المفاوضات»، لافتاً إلى أن على «الطرفين التوصل إلى تفاهم في منتصف الطريق». لكن الرئيس السابق للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني انتقد «أداء» وفد بلاده في المفاوضات، معتبراً انه «لا يؤمن مصالحها».