فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت الولاياتالمتحدة أمس، التوصل خلال المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، إلى نظام يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول المنشآت الإيرانية «المشتبه فيها»، مشيرة إلى أن طهران لن تكون مُجبرة على السماح بتفتيش كل مواقعها العسكرية. وقال: «الفكرة ليست في تمكيننا من دخول كل موقع عسكري (إيراني)، لان الولاياتالمتحدة لن تسمح لأي كان بدخول أي موقع عسكري فيها، لذلك فهذا الأمر غير مناسب». واستدرك: «لكن إذا رأت الوكالة الذرية، في إطار الاتفاق، أنها تحتاج إلى السماح لها بالدخول، ولديها سبب لذلك، فإن لدينا إجراءً للسماح بالدخول. توصلنا إلى إجراء نعتقد أنه سيضمن حصول الوكالة على السماح الذي تحتاجه للدخول». في الوقت ذاته، سخر مسؤول أميركي بارز من تلميحات «سخيفة» إلى أن الولاياتالمتحدة سترضخ لإيران من أجل إبرام اتفاق نووي، مشيراً إلى أنها كانت فعلت ذلك منذ فترة طويلة، لو أرادت تقديم تنازلات ضخمة. وذكر أن أحداً لا يتحدث عن تمديد طويل للمفاوضات، مستدركاً أنه لا يجزم بإمكان التوصل إلى اتفاق. (للمزيد) جاء ذلك بعد ساعات على إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي قررت الامتناع عن تحديد موعد نهائي آخر لإبرام اتفاق يطوي الملف، علماً أن المهلة الأساسية تنتهي اليوم. في الوقت ذاته، تحدثت مصادر في طهران عن تسوية محتملة تُجزِّئ اتفاقاً إلى ثلاث مراحل تستغرق خمسة أشهر. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «همشهري» الإيرانية، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّه «رسالة سرية» إلى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، سلّمها «زعيم دولة صديقة»، يُرجَّح أن يكون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي كان آخر مسؤول زار طهران في 17 الشهر الجاري والتقى خامنئي. لكن مسؤولاً بارزاً في الإدارة الأميركية اعتبر أن تقرير الصحيفة «ليس دقيقاً»، وزاد: «تركنا الأعمال الشاقة الخاصة بالمفاوضات النووية، لوفدنا في فيينا». وسيحاول أوباما توظيف زخم داخلي أوجدته نجاحات سياساته في الولاياتالمتحدة، في المفاوضات النووية مع إيران، من أجل إبرام اتفاق شامل قبل 9 تموز (يوليو) المقبل، وهي المهلة الحقيقية بالنسبة إلى الإدارة، بسبب ارتباطها بمناقشات الكونغرس. في العاصمة النمسوية، أجرت إيرانوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مفاوضات على مستوى مساعدي وزراء الخارجية. وكان وزراء إيران والدول الست غادروا فيينا الأحد، باستثناء الوزير الأميركي جون كيري. وقال ظريف إن عودته إلى طهران كانت مقررة مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ الأسبوع الماضي. وكرّر أن إبرام اتفاق نووي «ممكن إذا توافرت إرادة سياسية لدى الطرف الآخر»، مشيراً إلى انه سيعود اليوم إلى العاصمة النمسوية. وقال النائب فتح الله حسيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، إن ظريف حمل إلى طهران اقتراحات جديدة طرحتها الدول الست في شأن قضايا عالقة في المفاوضات النووية. مصادر في طهران تحدثت إلى «الحياة» أشارت إلى اتفاق محتمل لتجزئة الاتفاق النووي إلى ثلاث مراحل، الأولى تشمل تفاصيل تسوية عبر «وثيقة سياسية» تعلن في نهاية المفاوضات، وتتضمن الالتزامات القانونية لكل طرف، بما في ذلك مجلس الأمن والوكالة الذرية. وترتبط المرحلة الثانية بتأمين ظروف عملية لتطبيق الاتفاق، وتستغرق 3 أشهر، فيما تطاول المرحلة الثالثة تنفيذه، وذلك بعد 5 أشهر على إصدار «الوثيقة السياسية». والتقى كيري في فيينا أمس المدير العام للوكالة الذرية، على أن يجتمع اليوم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وسُئل الوزير الأميركي هل ستنجح المفاوضات؟ فأجاب: «نحن نعمل، وإصدار أحكام مبكر جداً». ويُرجّح أن يعود وزراء خارجية الدول الست إلى فيينا بدءاً من اليوم، وبينهم فابيوس الذي لفت إلى أن طرفَي المفاوضات «قررا الامتناع عن تحديد موعد» لإبرام صفقة، مشدداً على أنه «لن يكون هناك اتفاق، طالما لم نتفق على كل شيء». وكرّر أن فرنسا تريد «اتفاقاً صلباً» يشمل تفتيشاً «صارماً» للمواقع الإيرانية، «بما فيها العسكرية عند الضرورة». وتابع: «ناقشنا ذلك وحققنا تقدّماً، لكننا لم نصل إلى نهاية العملية». وأشار إلى أن «الإيرانيين يطالبون بتوضيحات حول رفع العقوبات (المفروضة عليهم) وعناصر أخرى»، مستدركاً أن الدول الست «تطالب أيضاً بتوضيحات». وذكرت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أن «الوزراء سيعودون في الأيام المقبلة، ما أن يتقدم العمل لوضع اللمسات النهائية على اتفاق». وشددت على أن «تأجيل (المفاوضات) ليس خياراً. الإرادة السياسية متوافرة، ولدينا ظروف للتوصل إلى اتفاق».