ستكون سمعة وتاريخ غانا على المحك، عندما تخوض اليوم (الثلثاء) مواجهة مصيرية مع بوركينا فاسو على ملعب سيداد سيتاريا في العاصمة (لواندا) في الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي لمباريات المجموعة الثانية في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في أنغولا حتى 31 الجاري، ولا بديل لغانا عن الفوز إن أرادت مرافقة كوت ديفوار، التي حسمت صدارة المجموعة إلى ربع النهائي، وسقطت غانا أمام كوت ديفوار في المرحلة السابقة 1-3، علماً بأنها استراحت في المرحلة الأولى بعد انسحاب توغو في أعقاب الهجوم المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب التوغولي، فيما يكفي بوركينا فاسو التعادل لبلوغ الدور التالي، بعدما خطفت نقطة من كوت ديفوار بالتعادل السلبي في مستهل مباريات المجموعة. وكان المنتخب الكاميروني نجح في تحقيق فوز صعب على نظيره الزامبي 3-2 في ختام الجولة الثانية في المجموعة الرابعة ورفع «أسود» الكاميرون رصيدهم إلى 3 نقاط، ليحتلوا المركز الثاني خلف منتخب الغابون الذي يتربع على صدارة الترتيب برصيد 4 نقاط، في حين تأتي تونس ثالثة بعدما تجمد رصيدها عن نقطتين فقط، إثر سقوطها في فخ التعادل السلبي مع الغابون، علماً بأنها تعادلت في الجولة السابقة مع زامبيا 1-1 وبات «نسور قرطاج» بحاجة إلى الفوز على الكاميرون في الجولة الثالثة لقطع تذكرة ربع النهائي. وبشعار لا بديل عن الفوز، يدخل منتخب غانا «النجوم السوداء» أو «برازيل أفريقيا» مواجهته الصعبة مع منتخب بوركينا فاسو «الخيول». وأعرب المدير الفني لغانا الصربي ميلوفان رايفاتش عن أمله بأن يكون مايكل أيسيان جاهزاً لمباراة اليوم الحاسمة. وانضم لاعب خط وسط تشلسي الإنكليزي الذي حل بديلاً في الشوط الثاني من مباراة كوت ديفوار إلى منتخب بلاده الأربعاء الماضي، بعد ما اضطر لتأجيل سفره من لندن إلى أنغولا بسبب سوء الأحوال الجوية. وتطرق رايفاتش إلى مشكلة في أوتار الركبة أبعدت إيسيان أكثر من شهر «وصل قبل لقاء كوت ديفوار بيومين وكان مصاباً». وأضاف: «لم يكن جاهزاً للعب 90 دقيقة كما أنه لم يكن جاهزاً في الواقع للعب 45 دقيقة، لقد كانت مخاطرة كبيرة، ويحدونا الأمل بأن يكون إيسيان جاهزاً لبدء مباراة بوركينا فاسو». وبرر الخسارة الأولى أمام كوت ديفوار:»لقد كانوا أكثر خبرة «. وشارك أمام كوت ديفوار 4 لاعبين من تشكيلة غانا الفائزة بكأس العالم للشباب في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، علماً بأن منتخب «النجوم السوداء» يخوض منافسات «أنغولا 2010» من دون مدافعيها المخضرمين جون منساه وجون بانتسيل، وقال رايفاتش: «النوعية والخبرة كانا المفتاح في فوز كوت ديفوار، بالنسبة لنا بات الأمر نكون أو لا نكون». وأضاف قائلاً: «النتيجة غير عادلة، لأننا لعبنا جيداً خلافاً لما تشير إليه النتيجة، ما كان واضحاً هو أن كوت ديفوار تملك خبرة كبيرة، واستغلت الفرص التي سنحت أمامها أحسن استغلال، فيما لم يحالفنا الحظ لهز الشباك على رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا». ويعتمد رايفاتش على مجموعة أخرى من نخبة اللاعبين المحترفين في أوروبا الخارج، أبرزهم لاعب انتر ميلان سولي مونتاري. ويتميز منتخب غانا بالالتزام والانضباط الخططي الذي يعوض كثيراً بعض نقاط الضعف، مثل غياب المهاجم المميز أو مستوى حراسة المرمى. من جهته، سيقاتل منتخب بوركينا فاسو لخطف نقطة على الأقل تصعد به لربع النهائي، بعدما قدم مستوى جيداً أمام كوت ديفوار وخطف نقطة مستحقة قد تكون سبباً في تأهله إن عرقل غانا اليوم. وعادت بوركينا فاسو إلى الساحة الأفريقية بعد غيابها عن الدورتين الأخيرتين في كل من غانا ومصر، وتعتبر «أنغولا 2010» هي الظهور السابع لمنتخب «الخيول» الذي لم يسبق له تخطي حاجز المركز الرابع في البطولة التي نظمها عام 1998. ويقود بوركينا فاسو في البطولة الحالية مهاجم الخور القطري مأموني داجانو، الذي تصدر قائمة هدافي التصفيات الإفريقية برصيد 12 هدفاً كادت تدفع ببلاده نحو أول ظهور لها في كأس العالم لولا وقوعها في مجموعة كوت ديفوار التي خطفت بطاقة المونديال. ويدرب المنتخب البوركيني المدير الفني الشاب البرتغالي الشاب باولو دوارتي (40 عاماً)، ويعول على حارس المقاولون العرب المصري داوودا دياكيتيه ولاعب وسط بتروجيت المصري محمد كوفي، فضلاً عن مدافع الاتحاد الليبي بول كيبا كوليبالي، كما يعتبر لاعب وسط مارسيليا الفرنسي شارل كابوريه من أبرز نجوم المستقبل للفريق، بجانب لاعب هامبورغ الألماني جوناثان بيتروبيا، وكانت بطولة تونس 2004 هي آخر ظهور لبوركينا فاسو، وخرجت من الدور الأول بنقطة تعادل وحيدة مع السنغال، وخسارتين أمام كل من كينيا وغينيا.