شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أنه «إذا رغبت إيران في إجراء أعمال شغب في المنطقة فلن يكون ذلك على حساب المملكة التي تعمل على التصدي لإيران المشاغبة، وخير دليل على ذلك دعم المملكة للشرعية في اليمن، والعمل الذي تقوم به المملكة هو التصدي للنفوذ الإيراني، لاسيما وأن وجود إيران بدأ يتقلص في بعض المناطق، ونحن مصرون على ألا يكون لإيران تدخل مباشر في شؤون المنطقة العربية». وأعرب الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في عمّان أمس (الخميس) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - عن أمله بأن «تكون علاقات إيران مع جيرانها العرب ومنها المملكة علاقات إيجابية، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تكون العلاقات مبنية على أسس كثيرة، وفي مقدمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الآخر، ولكن الذي نراه من إيران على مدى الأعوام ال35 الماضية عكس ذلك، وإذا كان هناك أية عمليات عدوانية في المنطقة فهي أتت من إيران وليس من المملكة». وأشاد الجبير بالعلاقات السعودية - الأردنية، واصفاً إياها ب«المميزة»، مشيراً إلى أن «العلاقات قائمة منذ الأزل على أسس متينة من المحبة والتعاون الوثيق بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، بتوجيهات مباشرة من القيادتين في الرياض وعمّان». وأوضح أن محادثاته مع وزير الخارجية الأردني تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث في كل من سورية والعراق واليمن. وقال: «إن العلاقات بين البلدين لا تحكمها الشكليات وإنما تحكمها المصالح المشتركة، فالزيارات مستمرة بين المسؤولين في البلدين، ولكن الأهم من ذلك هو أن الأردن حليف للمملكة وشريك في التحالف القائم لدعم الشرعية في اليمن وفي مواجهة التطرف والإرهاب وفي العمل القائم لدعم المعارضة السورية المعتدلة، وفي دعم عملية السلام في المنطقة وفي التصدي لإيران وخططها العدوانية، وفي الكثير من الأمور العسكرية والسياسية والأمنية». وبيّن أن «الأردن دولة مهمة بالنسبة للمملكة»، عاداً أمن واستقرار الأردن، خصوصاً وضعه الاقتصادي، أمراً مهماً بالنسبة للمملكة، وأن هناك استثمارات سعودية كثيرة في الأردن، ومن المتوقع أن تزداد هذه الاستثمارات بإذن الله في المستقبل، مشيراً إلى أن الحديث عن أي فتور في العلاقات بين البلدين بعيد عن الواقع تماماً. العلاقات السعودية - الأميركية... مهمة واستراتيجية قال الجبير، رداً على سؤال حول العلاقات السعودية - الأميركية: «إن علينا الاعتماد على ربنا أولاً ومن ثم على أنفسنا في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية، وإذا كان هناك تطابق في المصالح مع أميركا نعمل عليها، وإذا لم يكن هناك تطابق نتشاور معها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة». وأضاف: «إن أميركا تعد مجتمعاً متغيراً وفيها تيارات ومؤسسات مختلفة، الذي تفعله واشنطن اليوم قد لا تفعله بعد عشرة أعوام، والذي فعلته منذ 12 عاماً قد لا تفعله اليوم، ونحن لا نريد البحث في الماضي، ولكن نريد البحث في الحاضر والمستقبل». وأكد أن العلاقات بين البلدين هي علاقات استراتيجية وتاريخية مهمة جداً، سواء كانت في المجال الأمني أم العسكري أم الاقتصادي أم المجال السياسي، مشيراً إلى أن هناك شراكة استراتيجية قائمة ومستمرة تخدم البلدين في ما يتعلق بالتعامل مع الكثير من المواضيع. وقال: «نحن نتشاور مع واشنطن في ما يخص الأوضاع في لبنان وكيفية الوصول إلى انتخاب رئيس جديد، وكذلك نتشاور معها في ما يتعلق بالإصلاحات التي يجب على العراقيين أن يطبقوها للحفاظ على استقراره وأمنه واستقلاله من إيران». وبيّن أن «أميركا تدعم الجهود التي تقوم بها المملكة ودول التحالف في اليمن ونحن نقدر ذلك كثيراً، فهي شريك تجاري واقتصادي مهم للمملكة، ولدينا أكثر من 122 ألف طالب وطالبة يدرسون في أميركا، وهذا يدل على متانة العلاقات بين البلدين». وأضاف: «إن سياستنا بالنسبة للعراق واضحة ونحن نؤيد الإصلاحات في العراق التي تحفظ حقوق جميع الطوائف، ونؤيد أن يكون هناك حكومة عراقية تضمن وحدة واستقرار العراق وتقلص وتبعد الهيمنة الإيرانية عنه». موقف المملكة من تنظيم «داعش» رداً على سؤال حول ما يقوم به تنظيم «داعش» الإرهابي من أعمال، قال وزير الخارجية: «إن تنظيم داعش ارتكب أعمالاً إجرامية وإرهابية ضد العرب ولم يرتكب أي عمل عدواني ضد إيران، ونحن لا ننظر للنزاعات القائمة على أنها طائفية سنية أو شيعية، وكلنا مواطنون نمتلك المزايا والحقوق نفسها، ولا يوجد شيء اسمه سني أو شيعي لأن مثل هذا الاعتقاد خطر، ومحاولة لإشعال الفتنة الطائفية». وأضاف أن «الأعمال التي قام بها داعش على مدى الأعوام الماضية خطرة جداً ويجب أن نواجهها، الذي رأيناه في المملكة والكويت وفي دول أخرى خير دليل على ذلك، عندما حاولت فئات إشعال الفتنة الطائفية، ورأينا أن الشعب السعودي توحد في مواجهة هذه الفتنة، إذ إن أول من عزى بالشهداء هم الأئمة من السنة، والشيء ذاته حدث في الكويت، والسنة والشيعة في المملكة يرفضون أية محاولات لإشعال الفتنة الطائفية، ونحن كسياسيين نرى أن أية محاولة لإشعال الفتنة الطائفية ستفشل لأننا نقف ضدها بحزم».