بدد وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف تفاؤلاً باتفاق وشيك يطوي الملف النووي الإيراني، اذ أعلنا مساء أمس أن طهران والدول الست المعنية بالملف «لن تتعجل» صفقة، ما يعقد جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لتسريع تطبيق أي تسوية. وقال كيري: «على رغم كل التقدّم الذي تحقق، ما زالت هناك مسائل صعبة يجب تسويتها. نحن هنا لأننا نعتقد بأننا نحقق تقدماً حقيقياً في اتجاه صفقة شاملة. لن نتعجّل ولن نسمح باستعجالنا. نركّز على نوعية الاتفاق الذي عليه أن يصمد أمام امتحان الزمن». واستدرك: «لن نجلس على طاولة المفاوضات إلى الأبد». وقبل دقائق من المؤتمر الصحافي الذي عقده كيري، كتب ظريف على موقع «تويتر»: «نعمل بجدٍ، ولكن من دون عجلة، لإنجاز العمل... لا يمكن تغيير خيول وسط تيار». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست: «لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. ما زالت هناك عراقيل تحول دون إبرامه». وأضاف: «يمكن للمفاوضات أن تستمر، ما دام هناك التزام حقيقي من إيران والقوى الكبرى لتسوية القضايا» العالقة. أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فأشار إلى «نقاط صعبة ما زالت قائمة»، مستدركاً أن «الأمور تسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «آمل بأن نتمكن من استكمال الأمتار التي علينا ركضها». وكانت طهرانوموسكو أشاعتا أمس، تفاؤلاً باتفاق وشيك يطوي الملف النووي الإيراني، قبل انتهاء مهلة، فجر اليوم، لإحالته على الكونغرس الأميركي من أجل مراجعته. وأعلن عباس عراقجي، نائب ظريف، أن النص الأساسي للاتفاق، إضافة إلى خمسة ملحقات فنية، «اكتملت بنسبة 96 في المئة». لكنه نبّه الإيرانيين إلى أن «سوق الإشاعات والتكهنات رائجة في فيينا، و90 في المئة من القضايا التي يتناولها الإعلام الغربي، هي لأغراض سياسية، وتندرج في إطار حرب نفسية». كيري الذي أطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما على سير المفاوضات، في اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، تحدث هاتفياً مع نظيريه الصيني وانغ يي، والروسي سيرغي لافروف الذي قال: «اقتربنا من اتفاق نهائي». وأضاف انه لم تعد هناك «مشكلات كبرى» في المفاوضات، إلا إذا قرر مشاركون «نسفها». واعتبر أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على تسلّح إيران وبرنامجها الصاروخي، أرادت دفعها إلى التفاوض، وهذا هدف «تحقَقَ منذ فترة طويلة». وتابع: «ندعو إلى رفع الحظر في أسرع وقت، وسنساند الخيارات التي يطرحها المفاوضون الإيرانيون. إيران مشاركة في التصدي لداعش، ورفع الحظر عن الأسلحة سيساعدها في تطوير قدرتها على محاربة الإرهاب». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن قبل أشهر رفع حظرٍ على تسليم طهران نظاماً صاروخياً روسياً متطوراً من طراز «أس-300» مضاد للطائرات. ولم يستبعد سيرغي ريابكوف، نائب لافروف، التوصل إلى اتفاق في غضون ساعات، وقال: «هذه المفاوضات مثل متسلقين يعتلون ذروة. اكتمل 95 في المئة من الطريق، وما زال هناك بضع خطوات، والأمتار القليلة الأخيرة هي الأكثر صعوبة». إلى ذلك، أعلن ناطق باسم الكرملين أن بوتين أشار خلال لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني في مدينة أوفا الروسية، إلى «مرونة إيجابية» في مفاوضات فيينا، معرباً عن أمله بالتوصل إلى «حلول وسط للأزمة قريباً». وكان روحاني الذي يحضر قمتَي مجموعتَي «بريكس» و»منظمة شنغهاي للتعاون»، لفت إلى أن «إيران تُعدّ نفسها لما بعد المفاوضات وما بعد العقوبات، حيث ستتوسع علاقاتنا مع دول أخرى». من جهة اخرى اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حديث امس أن السعودية تتصدى لشغب إيران في المنطقة، مذكّراً بأن «داعش ارتكب أعمالاً إجرامية ضد العرب ولم يرتكب أي جريمة ضد إيران». وجاء حديث الجبير خلال زيارته الأردن، حيث تحدث عن «تطابق كامل في موقفي السعودية والاردن تجاه قضايا المنطقة»، كما شدد على أن «استقرار الأردن أمر مهم بالنسبة الى السعودية». وقال الجبير: «نعتمد على أنفسنا وليس على أميركا في الحفاظ على مصالحنا»، إلا أنه شدد على أن «علاقاتنا بالولايات المتحدة استراتيجية.. واشنطن تدعم عمليات التحالف في اليمن».