أعلن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، الذراع التشريعية للسلطات الحاكمة في طرابلس أمس، عن رفضه مسودة الإتفاق التي طرحتها بعثة الأممالمتحدة وتهدف إلى إنهاء النزاع الحالي في ليبيا، مؤكداً رغم ذلك استعداده للمشاركة في جلسات جديدة للحوار. وتلا الناطق باسم المؤتمر عمر حميدان بياناً صدر عقب جلسة للمؤتمر الوطني بدأت صباح أول من أمس، واستمرت حتى مساء اليوم ذاته، جاء فيه أن «هذه المسودة غير جاهزة للتوقيع عليها بالأحرف الأولى». ودعا المؤتمر الوطني «بعثة الأممالمتحدة إلى إعادة فتح باب النقاش حول هذه المسودة»، مشدداً على أن «فريقه مستعد للذهاب إلى الحوار فور تحديد جلسة لمناقشة التعديلات التي يطالب بإدخالها على المسودة». وأوضح البيان أن هذه التعديلات تهدف في مجملها «إلى ضمان نجاح الاتفاق السياسي وتحقيق مبدأ احترام القضاء على أساس حكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا، واتخاذ الاجراءات القانونية التي تضمن عدم الطعن بالإتفاق السياسي أمام القضاء». وكانت المحكمة العليا في العاصمة طرابلس قضت قبل نحو عام بعدم شرعية مجلس النواب المنتخب الذي يعمل من طبرق شرق البلاد، علماً أن هذا البرلمان يحظى باعتراف المجتمع الدولي. وترافقت جلسة المؤتمر الوطني العام أول من أمس، مع تظاهرة خارج مقر المؤتمر بمشاركة شخصيات سياسية وحزبيين وقياديين في تحالف «فجر ليبيا» الذي يضم الميليشيات التي تسيطر على العاصمة منذ نحو سنة، رفضاً للمسودة. كما طالب المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو مئة شخص باستبدال رئيس بعثة الأممالمتحدة برناردينو ليون. وكان وفد المؤتمر الوطني العام تغيّب عن حضور جلسات الحوار الذي ترعاه الاممالمتحدة في مجمع الصخيرات في المغرب الأسبوع الماضي، احتجاجاً على عدم تضمن مسودة الاتفاق «تعديلات جوهرية» طالب بها. من جهة أخرى، ذكر شهود من مناطق بوهديمة وحي الفاتح والحدائق في بنغازي أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تجددت أمس، في منطقة الليثي التي يحاصرها الجيش التابع للقائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول خليفة حفتر. وكان عنصرين من قوات حفتر قُتلا الاثنين الماضي، جرّاء اشتباكات بين الجيش وقوات تابعة لما يُعرف ب«مجلس شورى بنغازي» في منطقة بوهديمة. وصرح آمر الشرطة العسكرية النقيب كمال العبيدي لوكالة الأنباء الليبية المقربة من الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني أن «الجماعات الإرهابية حاولت التقدم في اتجاه معسكر الشرطة العسكرية في بوهديمة وباءت محاولاتهم بالفشل بعد أن تصدّى لهم أبطال من سرية تابعة للشرطة العسكرية والقوة المساندة لهم من شباب المنطقة وأجبروهم على التراجع وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». وأضاف أن «الاشتباكات استمرت إلى مساء الإثنين، والأوضاع تحت السيطرة، وكل أفراد الجيش والقوات المساندة مستعدون للهجوم على المجموعات التي تتحصن في مزرعة بوبكر يونس جابر في الهواري ودكِّ حصونهم». في سياق متصل، حذّر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان من تحوّل ليبيا إلى نقطة انطلاق مثالية «للإرهابيين» للتسلّل إلى أوروبا عبر قوارب المهاجرين غير الشرعيين. وقال لودريان في تصريح قبيل اجتماعه بنظيره الأميركي آشتون كارتر في واشنطن أول من أمس، إن «ليبيا تتحول إلى دولة غير فاعلة وفي غياب حل سياسي للصراعات المحلية التي تمر بها ربما ستكون قاعدة مثالية للإرهاب». وأضاف الوزير أن «تغلغل تنظيم «داعش» وسيطرته على مدينة سرت وتواجده في مدينة درنة وما حولها، وتحوّل الجنوب الليبي إلى ما يشبه عريناً للإرهاب الدولي، يعزز من التهديد الإرهابي لأوروبا».