تواصلت ردود الفعل امس على كلام رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط عن المسيحيين، وكان ابرزها من رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي ذكّر «بصفات ومواصفات وانجازات ومساهمات المسيحيين والموارنة المعروفة قبل الامارة الى ما بعد لبنان الكبير، ومساهمتهم في النهضة العربية الكبرى في القرن التاسع وفي قيام دولة لبنان الكبير». وقال جعجع خلال استقباله أمس منسق اللجنة المركزية في «حزب الكتائب اللبنانية» ومرشح الحزب عن المقعد الماروني في المتن الشمالي سامي الجميل: «ليست لدينا عقدة نقص، وفي حال وصف أحدهم المسيحيين بآينشتاين لن نصدّق كما أنه لن تنهار معنوياتنا في حال صدر كلام مغاير لذلك»، مشدداً على «أهمية أن يتصرّف المسؤول كرجل دولة، وأنا لست خجلاً بأن أتصرف عند اللزوم كرجل دولة». وأكد أن «ردات الفعل السريعة لا تودي الى أي نتيجة وعلى رجل الدولة أن يتصرف بوعي وبعد نظر». وقال: «في حال لم تنقذ 14 آذار لبنان فلن نعرف بعدها ماهو مصيره»، داعياً الى «التعالي والتسامح في هذه المرحلة الدقيقة». واعتبر الجميّل أن «وحدة الجبل بين المسيحيين والدروز هي فوق كل اعتبار وعلينا الاّ نعيد حالة التشنج اليه، انطلاقاً من هنا نحن متمسكون بعلاقاتنا مع الحزب الاشتراكي والطائفة الدرزية، لكن مع امتعاضنا وتحفظنا عن الكلام الذي سمعناه والذي نعتبره غير مسؤول ولو جاء في المجالس الخاصة إذ نحن في مجالسنا الخاصة نحاول تقريب اللبنانيين من بعضهم البعض ولا نعمل على تفرقتهم»، آملاً أن «يسمع هذا الكلام من يجب أن يسمعه». واعتبر «المركز الكاثوليكي للاعلام» في بيان أن ما قاله جنبلاط بحق الموارنة «تجن سافر من دون اي مبرر، ولا يليق بصاحبه، كما انه يطعن بأسس المصالحة التاريخية التي قادها البطريرك الماروني نصر الله صفير، وشكلت انطلاقة جديدة للعلاقات الداخلية وأرست قواعد الاحترام المتبادل والعيش المشترك في الجبل». واستغرب أن «يصدر مثل هذا الكلام بحق الموارنة وهم في طليعة الرجالات الذين انشأوا لبنان على مر التاريخ بقيادة بطاركتهم، وما زالوا يحتلون الريادة في حضارة العيش معاً المبني على القيم الانسانية والاخلاقية». واعتبر رئيس «الرابطة السريانية»، الامين العام ل«اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية» حبيب افرام انّ «كلام جنبلاط عن الموارنة يجب ألا يمر، لأنه يؤسس لفلتان يهز أسس ومعنى لبنان». واستنكر النائب السابق فيصل الداود المرشح عن المقعد الدرزي في البقاع الغربي- راشيا الكلام الصادر عن جنبلاط «بحق الطائفة المسيحية الكريمة»، مشيراً الى ان كلامه «لا يعبر عن الدروز». ورأى «ان تهجم جنبلاط على تيار المستقبل، والسخرية من الطائفة السنية وشبابها، يكشف ان جنبلاط لا يحفظ حلفاءه».