أقرت اللجنة التحضيرية ل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (إيرينا) في اجتماعها الثالث الذي عقدته في أبو ظبي، وشارك فيه وزراء ووفود من 138 دولة أعضاء فيها، و15 دولة أخرى بصفة مراقب موازنة الوكالة للعام الحالي. وتركزت مناقشاتها حول الخطوات التي تتخذها الدول في شأن تعزيز استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة والاستعانة بها في مجالات الحياة وتقليل الانبعاثات الكربونية. واختير أعضاء المجلس الأعلى للوكالة وأعضاء الأمانة العامة، ما يسهم في اتخاذ قرارات الوكالة وتفعيلها ومناقشة برنامجها المستقبلي واستراتيجية العمل. كما يحدّد الخطوات التي تتخذها «إيرينا» لمساعدة الدول على تبني مشاريع الطاقة المتجددة وبناء القدرات والتدريب والمعرفة في إطار ترسيخ مكانتها لتصبح المركز الدولي الرائد في مجال الطاقة المتجددة ومنصة لتبادل وتطوير المعرفة في مجال الطاقة المتجددة. وأكد وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في كلمة وجهها الى المجتمعين أهمية «ايرينا» وقال: «إن انضمام 138 دولة الى الوكالة خلال السنة الأولى من تأسيسها يجسد الالتزام الدولي الفعلي لاعتماد الطاقة المتجددة على نطاق واسع في الدول المتقدمة والنامية» وأضاف: «بات للعام وكالة دولية تكرس جهودها لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة في أنحاء العالم ودرس أدوات الاستثمار والتكنولوجيا المتاحة لاستخدامات الطاقة المتجددة». وقدمت المديرة العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة هيلين بيلوسي في كلمتها خلال الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية للوكالة، وهو بدأ صباح أمس في فندق قصر الإمارات بأبو ظبي، تقريراً حول ما أنجز في مسيرة تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي، ويشمل موازنة الوكالة للسنة الحالية وتبلغ 15 مليون دولار، إضافة إلى مناقشة كيفية استثمار 50 مليون دولار قدّمها صندوق أبو ظبي للتنمية هذه السنة، وتعهد الصندوق تقديم مساهمات بنحو 350 مليوناً لمدة سبع سنوات لاستثمارها في مشاريع الطاقة المتجددة. وأكدت بيلوسي أن «إيرينا» ستنجز خلال الشهور المقبلة كوادرها الفنية والإدارية وتشكل اللجان الفنية ومجموعات العمل لكل قطاع، إضافة إلى تطبيق نظام متكامل للحوكمة وتعيين موظفين من بينهم 50 في المئة من النساء، لتكون أول منظمة دولية حكومية تحقق المساواة بين الجنسين. وأشارت إلى أن الوكالة ستوظف أفضل خبراء في الطاقة المتجددة من أنحاء العالم، وقد تقدم للآن أكثر من 600 شخص بطلبات للعمل معها. وأفادت بيلوسي، بأن «إيرينا» ستواصل توسيع حضورها على الصعيد الإقليمي والدولي. وتعمل على التواصل مع الجهات المعنية وأصحاب المصلحة على المستوى العالمي ومن بينها وكالة الطاقة الدولية والأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والمنظمات غير الحكومية والشبكات ومؤسسات الطاقة المتجددة والمؤسسات العلمية والبحثية العاملة في مجال الطاقة المتجددة بما في ذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وستعمل الوكالة على تطوير مناهج لتقديم الاستشارات في شأن السياسات الخاصة بمساعدة الدول الأعضاء للتحول إلى الطاقة المتجددة وتأسيس مجموعة عمل من خبراء لتحديد إمكانات استخدام الطاقة المتجددة وتوصيفها في أنحاء العالم. وقال رئيس الوفد الألماني الدكتور غولدن ساكس، إن مشاركة أكثر من 100 دولة في أعمال الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية للوكالة الدولية يؤكد مدى أهمية إسراع الخطى لتفعيل عمل «إيرينا». وأشار إلى أهمية مباشرة الوكالة عملها من أبو ظبي لتساعد الدول على تبني مشاريع الطاقة المتجددة والنصح والتوجيه وبناء القدرات والتدريب والمعرفة.