لا أعرف من هي مديرة الدار ولا أعرف أحداً من الموظفات، ولكن أعلم حكايات غريبة تهزني وتهدني وتغضبني، بعضها حولتها لجمعية حقوق الإنسان التي وعدت عن طريق المسؤول الذي أرسلت له الحالة بإحالتها إلى المسؤولة في الجمعية في فرع مكةالمكرمة. كل ما أعرفه أن الأمهات تتحدث والحكايات اللامهنية تصل إلى الأسماع، وكل ما أفهمه أن هؤلاء الفتيات ضحايا حتى ولو كن مخطئات، وكل ما أتوقعه أن التعامل يجب أن يكون مهنياً خالصاً مبنياً على أسس تربوية هدفها إعاده الفتاة إلى مجتمعها الذي يرفضها، والذي سارع لوصمها على بعض الهفوات المتوقعة في سنوات المراهقة شأن كل المراهقات في العالم. وكل ما أتوقعه أن يقوم المسؤول الأول عن هذه الدور بعمل تحقيق سريع وصادق وحيادي تقوم عليه سيدات من خارج الشؤون الاجتماعية ليتبين له الحقيقة قبل أن يتوعد الفتيات الصغيرات بعقاب رداع! 50 رجل أمن و15 سجانة للسيطرة على 65 فتاة. لماذا؟ ما الذي أغضبهن إلى هذه الدرجة؟ وما الذي بيدهن فعله وهن محبوسات داخل الدار؟ سألت أكثر من مرة وفي العديد من المقالات عن البرامج الموضوعة والمعتمدة لتقويم السلوك؟ وعن مدى فعاليتها؟ وعن مؤهلات الموظفات أنفسهن ومدى كفاءتهن وملاءمتهن للعمل مع هذه الفئات التي وصفها في أكثر من موضع الدكتور الحناكي ومن قبله الردادي في تصريحات عدة بالمتمردات اللواتي لا فائدة مرجوة منهن؟ كنت أنتظر أن تقوم الإدارة الموقرة بمراقبة الأوضاع عن كثب وبالطريقة التي تمكنها من معرفه الحقائق قبل المطالبة بالعقوبات. طالبت في أكثر من مرة بضرورة مراقبة المؤسسات المغلقة عن طريق كاميرات مخفية، وعن طريق زرع موظفات سرّيات، هدفها التأكد من سير العمل بصورة مهنية، وبطريقة تضمن لهؤلاء الضحايا معاملة تتناسب مع حقوق الإنسان في العيش بكرامة (حتى داخل الأسوار المغلقة). اليوم وبعد ما حدث أطالب وأجدد ما طلبته منذ سنوات عدة، اسمعوا الفتيات اجتمعوا بهن واعرفوا شكواهن، واعلمو أنكم مسؤولون إمام الله وأمام المجتمع، امنعوا لغة التهديد والوعيد والضرب والحبس، اسألوهن عن الغرفة المظلمة الخالية من الإضاءة، والتي تُحبس فيها المتنمرات لساعات طويلة. أليس هذا عنفاً؟ وإن لم تفعلوا ذلك فاقصروا حديثكم أرجوكم على العنف الخارجي الذي تتحدثون عنه في كل المؤتمرات، واتركوا العنف الداخلي ليتحدث هو عن نفسه! [email protected]