أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومنظمة آشورية اليوم (الثلثاء)، خطف عناصر من «جبهة النصرة» راهباً بعد استدعائه من مقر إقامته في دير، في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، ولا يزال مصيره مجهولاً. وقال «المرصد» في بريد إلكتروني: «تستمر جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) في احتجاز القس ضياء عزيز العراقي الجنسية الذي خطفته السبت من قرية اليعقوبية الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور». وذكر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «أمير جبهة النصرة في المنطقة وهو مصري الجنسية استدعى عزيز للتشاور معه السبت»، مضيفاً أن هذا الأخير «ذهب ولم يعد حتى اللحظة». واوضح «المرصد الآشوري لحقوق الإنسان» في بيان نشره على صفحته على «فايسبوك» اليوم، أن «جبهة النصرة» خطفت الأب ضياء عزيز (41 عاماً) «من مكان إقامته في دير الحبل بلا دنس في قرية اليعقوبية ذات الغالبية المسيحية». وقال أحد العاملين في «المرصد الآشوري» عبر الإنترنت أن «عزيز هو كاهن رعية الطائفة اللاتينية في اليعقوبية التي يقطنها لاتين وأرثوذكس وأرمن، وهو من الرهبنة الفرانسيسكانية ويتبع لحراسة الأراضي المقدسة التي تتخذ من القدس مقراً لها». وبحسب بيان «المرصد الآشوري» الذي يعنى بمتابعة قضايا المسيحيين في الشرق الأوسط، فالأب عزيز من مواليد مدينة الموصل العراقية، وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية في العام 2002. وخدم في أديرة عدة في مصر وفي عمان وفي حراسة الأراضي المقدسة، قبل أن ينقل إلى اللاذقية، ثم إلى اليعقوبية. وقال «المرصد الآشوري» إن خطف عزيز ومن قبله عدد من المطارنة والكهنة «يهدف إلى ضرب الوجود المسيحي في سورية». ويشكل المسيحيون خمسة في المئة من إجمالي عدد السكان في سورية، لكن عدداً كبيراً منهم نزح منذ بدء النزاع منتصف آذار (مارس) من العام 2011، وتصاعد نفوذ التنظيمات المتطرفة. وخطف عدد من رجال الدين المسيحيين بينهم مطرانا حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي، وللسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم اللذان فقدا في نيسان من العام 2013، ولا يزال مصيرهما مجهولاً. وباتت محافظة إدلب تحت السيطرة شبه الكاملة ل «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أبرزها «أحرار الشام»، منذ نهاية آذار الماضي، بعد طرد قوات النظام من مدن رئيسة وقواعد عسكرية في المحافظة.