على غرار الدماغ الذي يبقى غارقاً في رطوبة سوائله حتى آخر لحظة، تعمل مجموعة من الباحثين في جامعة ساوثمبتون الإنكليزية، بالتعاون مع نظرائهم في ألمانيا وبولندا، على مشروع يرمي لابتكار نظام رقمي يعمل بواسطة عمليات كيماوية وسوائل، كمثل حال الأدمغة الحيّة. وتلقّت هذه المجموعة دعماً مالياً من «الاتحاد الأوروبي للتقنيات الصاعدة والمستقبلية» (يعرف باسمه المختصر «فيت» FET) بسبب اهتمامها بابتكار تقنية تملك إمكانات مهمة. ويضم فريق الباحثين، اختصاصيين في كيمياء البيولوجيا (بيوكيمستري)، وخبراء معلوماتية. يعملون على صنع تقنية تقلد عمل الدماغ في الكائن الحيّ، عبر تطوير مواد كيمياوية تستطيع النهوض بوظائف الترانزستور، وهو الوحدة الأساسية في رقاقات الكومبيوتر التي تعتبر العقل المفكر في الحواسيب. ويشير الفريق الى ان التجربة مع الكومبيوتر، تؤكد ان الرقاقات الإلكترونية التي تصنع من السيليكون، تملك حدوداً لأفاق تطوّرها، ما يفرض الحاجة للعثور على وسائط جديدة نوعياً في صنع رقاقات المستقبل. وبحسب الفريق عينه، جرى التنبّه الى قدرة السوائل في التعامل مع المعلومات، انطلاقاً من القدرات الهائلة للعقل البشري، الذي يسير عمله عبر مجموعات من المواد الكيماوية في خلاياه ومكوّنات أعصابه. وينكب الفريق راهناً على صنع رقاقات تعمل بمزيج من الدهون والماء، باعتبار ان هاتين المادتين تكوّنان أساس تركيب أعصاب الدماغ. لذا، يجري العمل على صنع نقاط من الماء مُغلّفة بغشاء من الدهون، يكون قابلاً للتعامل مع التيارات الكهربائية. ويُنظر الى تلك «النقاط» باعتبارها اللبنات الأساسية لتركيب رقاقات «سائلة». وبعد إنجاز هذه الخطوة، سينتقل الفريق الى المرحلة الثانية، التي تتضمن صنع نظم ذكية تعمل بواسطة رقاقات الماء والدهون! يمكن الرجوع الى موقع جامعة ساوثمبتون على الانترنت، للحصول على المزيد من التفاصيل.