يرفع المنتخبان المكسيكي والأميركي شعار مواصلة احتكار اللقب في بطولة الكأس الذهبية لمنطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، التي تنطلق اليوم (الثلثاء) في أميركا وتستمر حتى 27 تموز (يوليو) الجاري. يشارك في البطولة 12 منتخباً تم توزيعها على ثلاث مجموعات، ضمت الأولى أميركا وبنما وهايتي وهندوراس، والثانية كوستاريكا والسلفادور وجامايكا وكندا، والثالثة المكسيك وغواتيمالا وترينيداد وتوباغو وكوبا. ويتأهل إلى ربع النهائي الأول والثاني في كل مجموعة مع أفضل منتخبين في المركز الثالث. وتقام اليوم مباراتان في دالاس، فتلتقي الولاياتالمتحدة مع هندوراس وبنما مع هايتي. واحتكرت المكسيكوالولاياتالمتحدة ألقاب البطولة بفوزهما ب11 لقباً من أصل 12، واللقب الوحيد الذي أفلت منهما كان لمصلحة كندا في نسخة عام 2000. ويتضمّن سجل الولاياتالمتحدة خمسة ألقاب أعوام (1991-2002-2005-2007-2013)، في حين تتقدم المكسيك عليها بستة ألقاب أعوام (1993- 1996-1998-2003-2009-2011). وتأتي بطولة «الكأس الذهبية» في خضم فضائح فساد تضرب كرة القدم العالمية والاتحاد الدولي (فيفا)، التي نال مسؤولون في اتحاد الكونكاكاف نصيباً وافراً منها. فرئيس اتحاد الكونكاكاف بين عامي 1990 و2011 الترينيدادي جاك وارنر من أبرز المتهمين بعمليات الرشوة التي حصلت في الأعوام الأخيرة على رغم نفيه الدائم لذلك، وسبق أن أوقفه «فيفا» عن ممارسة أي نشاط كروي، والأمين العام الأميركي تشاك بلايزر اعترف أيضاً بتلقيه مبالغ طائلة لتسهيل استضافة بطولات دولية وعالمية، وهو يتعامل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي أي) في كشف المتورطين الآخرين. كما أن القضاء السويسري ألقى القبض أواخر أيار (مايو) الماضي على رئيس اتحاد الكونكاكاف الحالي ونائب رئيس «فيفا» جيفري ويب من جزر كايمان بتهم الفساد وتبييض الأموال، وذلك بناء على طلب من القضاء الأميركي قبل يومين من انتخابات رئاسة «فيفا». ولا يزال ويب في أحد سجون سويسرا، وطلبت الولاياتالمتحدة رسمياً تسليمه مع ستة مسؤولين آخرين في «فيفا» وفي شركات للتسويق الرياضي، لكنهم يرفضون ذلك. واستجابة للضغوط، فإن اتحاد الكونكاكاف كلّف الأسبوع الماضي محامين للتدقيق في إدارته. وبالعودة إلى منافسات البطولة، فإن المنتخب الأميركي يعتبر المرشح الأبرز لإحراز اللقب السادس ومعادلة عدد الألقاب مع نظيره المكسيكي، خصوصاً بعد عروضه الجيدة في كأس العالم في البرازيل الصيف الماضي، إذ وصل إلى الدور ثمن النهائي. كما حقق المنتخب الأميركي بقيادة المدرب الألماني يورغن كلينسمان فوزين مهمين في مباراتين وديتين على هولندا (4-3) وألمانيا بطلة العالم (2-1)، ما يرفع معنويات لاعبيه للاحتفاظ باللقب، خصوصاً وأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره. وتُوّجت الولاياتالمتحدة عام 2013 بفوزها على بنما (1-صفر) في المباراة النهائية. من ناحيته، يسعى المنتخب المكسيكي إلى لعب دور طبيعي في البطولة، خلافاً لما حصل معه في «كوبا أميركا» لمنتخبات أميركا الجنوبية التي يشارك فيها ببطاقة دعوة. وخرج منتخب المدرب ميغيل هيريرا من الدور الأول في «كوبا أميركا» التي شارك فيها بتشكيلة من اللاعبين الشبان لادّخار جهود الأساسيين ل«الكأس الذهبية». وقال هيريرا: «يجب أن نتقبل الفشل في كوبا أميركا، والذهاب إلى الكأس الذهبية بذهنية الفوز بها». وتلقّى المنتخب المكسيكي قبل أربعة أيام ضربة قوية تمثلت بإصابة مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو»، بعد تعرضه لكسر في ترقوة كتفه الأيمن خلال المباراة الودية التي أقيمت (الأربعاء) الماضي وانتهت بالتعادل السلبي أمام هندوراس. وأصيب «تشيتشاريتو»، الذي دافع الموسم الماضي عن ألوان ريال مدريد الإسباني معاراً من يونايتد، خلال الشوط الأول من المباراة الأخيرة لمنتخب بلاده قبل «الكأس الذهبية».