أدت حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تستنكر وضع تمثال مشوه للملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط في محافظة المنيا الجنوبية إلى قرار وزاري «لاستبدال التمثال المشوه»، بتمثال مطابق لمقاييس فن النحت الفرعوني. وعثر أثريون ألمان في العام 1912 على تمثال يحاكي رأس نفرتيتي الذي يعود إلى نحو 3400 عام قبل الميلاد في محافظة المنيا، حيث أنشأ اخناتون زوج نفرتيتي مدينة أخناتون لتكون بعدها عاصمة لمصر بعد توليه الحكم عام 1379 قبل الميلاد. ويرى تشكيليون أن رأس تمثال نفرتيتي بألوانه وخطوطه وما يمثله من كبرياء وحساسية من أروع قطع النحت لامرأة في تاريخ فن النحت. وقال وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي في بيان اليوم (الثنين)، إنه كلف قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضاري «باستبدال تمثال نفرتيتي المشوه»، وتجميل المنطقة التي سيوضع بها تمثال جديد مطابق ل «مقاييس تتوافق وجماليات الفن المصري القديم». وكانت مصر في العام 2011 طلبت رسمياً من ألمانيا إعادة تمثال نفرتيتي الموجود في متحف برلين، واحتجت بسبب وقوع ما اعتبرته تمويها من جانب بورخارت ليكون التمثال من نصيب بلاده، إذ زعم أنه تمثال من الجبس لأميرة ملكية. وقال «المجلس الأعلى للآثار» إن مصر لم تكف عن طلب استعادة التمثال منذ رسالة من الملك فاروق 1946. وأعلنت «مؤسسة التراث البروسي الثقافي» المشرفة على المتاحف الألمانية في اليوم التالي 25 يناير(كانون الثاني) العام 2011 رفض طلب مصر استعادة تمثال نفرتيتي، الذي يجتذب أكثر من مليون مشاهد سنوياً في متحف برلين. وقال هيرمان باتسنغر رئيس المؤسسة آنذاك في بيان، إن «موقف المؤسسة بشأن عودة نفرتيتي لم يتغير. هي لا تزال سفيرة مصر في برلين. وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ذلك اليوم وتصاعد وتيرتها انتهاءً بالإطاحة بحكم حسني مبارك، لم تثر قضية تمثال نفرتيتي رغم استحداث وزارة للآثار في مصر، غير ان التمثال الأصلي عاد إلى صدارة الاهتمام في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب «التمثال المشوه». ومن بين الانتقادات للتمثال وصفه نقيب التشكيليين حمدي أبو المعاطي وهو رئيس «قطاع الفنون التشكيلية» في وزارة الثقافة بأنه «مسخ للفن المصري القديم». وقال وزير الثقافة المصري في البيان إن «وضع تمثال مشوه لملكة يسيء للوسط التشكيلي الذي أبدع وسيظل يبدع في فنون النحت».