لا أدري الى متى تستطيع اسرائيل ان تستمر كدولة فاشستية عنصرية، فهي إذا لم تلقَ مصير جنوب أفريقيا السابقة بعد أن ورثت عنها نظام الابارتهيد، فإنها ستضيع وسط أعداد الفلسطينيين والعرب في جيل أو اثنين، حتى إذا لم تخسر معركة عسكرية واحدة فالمغول لم يخسروا حرباً وهولاكو أحرق مكتبة بغداد، ثم ذاب المغول في المنطقة وعادوا الى الهند وشرق آسيا مسلمين، وقد تمدّنوا. اليوم اسرائيل دولة كريهة مكروهة لا يدافع عنها إلا من كان مثلها، ولا يمضي يوم من دون أن أقرأ على مواقع ليكودية عن يهود يعارضون السياسات الإسرائيلية ويتهمون بأنهم «يكرهون أنفسهم»، إلا أن هؤلاء اليهود الإنسانيين يستحقون دراسة أوسع عنهم وربما كتاباً. في «معاريف» شكا بن دروري يميني، وهو معلق بارز، من «اللاسامية المتنورة» وتحدث عن توأمة مدرسة الاقتصاد في لندن (وهي جامعة ذات شهرة عالمية) مع الجامعة الإسلامية في غزة، وأشار الى لاسامية تصريحات للدكتور يونس الأسطل. وهو عطف على النائب جورج غالاوي وحملته لنصرة غزة وأكمل بالبروفسور ريتشار فولك، وهو يهودي أميركي يعتبر اسرائيل نازية، وربما زادني يميني الى قائمته فأنا أعتبر اسرائيل كلها بؤرة استيطانية وحكومتها فاشستية. الكاتب أشار أيضاً الى الموسيقي روجر ووترز من فرقة «بِنْك فلويد» المشهورة. ثمة حملة كبرى للدفاع عن اسرائيل من ليكوديين عنصريين، وأحياناً من يساريين أو ليبراليين معتدلين، لا يريدون أن يصدقوا أن دولة الناجين من النازية والمتحدرين منهم تمارس بحق الفلسطينيين ما مارس النازيون بحق اليهود. اللورد وايدنفيلد كتب مقالاً بعنوان «صوابان وخطآن» نقل فيه عن حاييم وايزمان، أول رئيس اسرائيلي قوله: «ان المشكلة اليهودية - الفلسطينية ليست نزاعاً بين صواب وخطأ، بل بين صوابين وخطأين... وخطأنا هو الأقل». اسرائيل ليست خطأ بل خطيئة ووايزمان والمؤسسون سرقوا بلاداً من أهلها، وقتلوا ودمروا وشردوا، وليس لليهود أي أثر في فلسطين أو حق، فكله خرافات توراتية لا أساس لها. وكنت قبل يومين أشرت الى اكتشاف آثار عمرها 395 مليون سنة وسألت كيف لا يجد اليهود آثاراً لهم في فلسطين تعود الى ألفي سنة فقط. اللورد وايدنفيلد يشكو من تصاعد اللاسامية والعداء لإسرائيل في أوروبا بسبب غزة. اسرائيل التي كان يفترض أن تجمع اليهود وتحميهم من اللاسامية ونتائجها أصبحت أول سبب وأهم سبب للاسامية حول العالم، فهي دولة احتلال وعنصرية وإرهاب المؤسسات، ويكفي ان حكومتها تضم ليكود وشاس و «اسرائيل بيتنا»، أي عصابات جريمة منظمة لا حكم. في دفاع آخر عن اسرائيل في الأيام الأخيرة كتب ديفيد هاريس مقالاً عنوانه «ليس (الموضوع) اسرائيل». وهاريس هو المدير التنفيذي للجنة الأميركية اليهودية، وهذه واحدة من المنظمات اليهودية الأميركية التي تشكل لوبي اسرائيل، وتمكنها من ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين ومن مواصلة الاحتلال. هاريس قال ان توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، سأل كيف يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط من دون حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ورجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، قال ان إنشاء دولة فلسطينية هو أساس كل المشاكل في الشرق الأوسط. ثم أكمل بغيرهما. الاعتذاري لإسرائيل هاريس يعرف ما لا يعرف بلير وأردوغان والآخرون، ويقول ان اسرائيل ليست المشكلة، ثم يورد مشاكل ويسأل هل كانت تختفي لو اختفت اسرائيل. لا أطالب باختفاء اسرائيل كما يقترح هاريس، ولكن أقول إنها دولة عنصرية محتلّة ترتكب جرائم كل يوم من قتل مناضلين في سبيل الحرية يواجهون ارهابيين من جيش اسرائيل وحكومتها أصبحوا مطلوبين للعدالة حول العالم. اليوم اسرائيل بدأت ببناء جدار آخر في الجنوب، أي انها تبني سجناً لنفسها، فهي لا تستحق الانتماء الى الأسرة العالمية، وكل من يتباكى عليها مثلها، وقد دنت أيامها وأيامه. [email protected]