ذكرت مصادر جزائرية رفيعة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره التونسي الباجي قائد السبسي، دعوَا إلى عقد قمة أمنية جزائرية - تونسية عاجلة خلال الأسبوع الجاري، سيعرض الجانب الجزائري خلالها خطته لتأمين الحدود بعد نشر 9 و12 ألف جندي في المنطقة وفق تقديرات رسمية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاجتماع الأمني الرفيع الذي قرر رئيسا الجزائروتونس عقده الأسبوع الجاري، جاء إثر الهجوم الإرهابي في سوسة يوم الجمعة الماضي الذي تبناه تنظيم «داعش»، وشعور الجزائر بالخطر واحتمال أن تكون مستهدفة بدورها. وأفاد تقرير حكومي جزائري بأنه انطلاقاً من مبدأ «أمن الجزائر من أمن تونس»، يتم منذ أكثر من 3 سنوات تنفيذ استراتيجية أمنية مشتركة على طول الشريط الحدودي بين البلدين. ورفعت هذه الإستراتيجية أخيراً درجة تأهب الجيش الجزائري على الحدود مع تونس على رقعة بطول 1000 كيلومتر، وصولاً إلى مثلث الحدود بين تونس وليبيا والجزائر. ويعتقد أن الجيش الجزائري نشر ما بين 7 آلاف و12 ألف عنصر بين ولايتي تبسة ووادي سوف، وفي ولاية سوق أهراس شمالاً وفي اتجاه ولايتي الطارف وعنابة. وذكرت مصادر مأذون لها ل «الحياة» إن «الجزائر تتوقع تجمع أفراد داعش في مناطق بعيدة بعد عملية سوسة ويرجح أن تكون المنطقة الحدودية بينها وبين تونس مقصداً مباشراً لهم». وتابع: «يبدو أن قوات الأمن التونسية في حاجة إلى خبرات حول كيفية تسلل جماعات مسلحة قليلة العدد، المندسة في المدن الكبرى. عملية تونس كشفت غياب المعطيات الأمنية في شكل واضح». وعُزِزت الحدود الشرقية للجزائر بتفعيل أكثر من 60 برج مراقبة مدعمة بكاميرات حرارية متطورة تغطي كل منها مسافة 3.5 كيلومتر لمراقبة التحركات المشبوهة لمافيا التهريب والإرهاب، ووُضِعت هذه القوات على أهبة الاستعداد التام للتصدي لأي طارئ.