كشفت أمس الأربعاء مصادر أمنية جزائرية ل"الرياض" أن تنسيقا أمنيا واسعا بين الجزائروتونس وليبيا شرع فيه منذ إعلان فرع شمال إفريقيا لتنظيم القاعدة اختطاف السائحين النمساويين أندريا كلوبر ( 44سنة) ووولفغانغ إيبنر ( 51سنة) بتونس واقتيادهما إلى الجزائر. وعلمت الرياض من نفس المصادر أن المحافظات الجزائرية الحدودية مع كل من ليبيا وتونس وهي تبسةوالوادي وخنشلة وسوق أهراس وأخرى قريبة من الحدود مثل ورقلة وبسكرة توجد تحت حراسة أمنية مشددة وأن تنسيقا استخباراتيا عاليا يجري الاستفادة منه لتعويض انتشار قوات الجيش التي عادة ما تلجأ إلى أسلوب التمشيطات العسكرية الدقيقة للوصول إلى أهدافها وهذا تفاديا لإلحاق الضرر بالرعيتين النمساويتين المحتجزتين بعدما حذر بيان القاعدة أن أي تحرك عسكري من طرف الدولة الجزائرية قصد تحرير الرهينيتن سيعرض حياتهما إلى الخطر. وأضافت مصادرنا أمس أن الاعتقاد سائد حاليا لدى أجهزة الأمن الجزائرية أن المختطفين انتقلوا بالرعيتين النمساويتين بعيدا عن الحدود التونسيةالجزائرية، أي بعيدا عن ولايات تبسة أو سوق أهراس حيث التواجد المكثف لقوات الجيش وحرس الحدود منذ أشهر وأن الاحتمال الكبير أن يكون المختطفون اقتادوا الرهينتين إلى صحراء الساحل، عبر منطقة إليزي (أقصى الجنوب الشرقي) ذات الإمتداد الصحراوي الشاسع ومنها إلى صحراء المالي غير البعيدة. وما تزال السلطات الرسمية الجزائرية تلتزم الصمت تجاه بيان "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي تبنى فيه التنظيم على أحد المواقع الأصولية التابعة له على شبكة الأنترنت اختطاف سائحين نمساويين على الحدود بين الجزائروتونس واقتيادهما داخل الجزائر. فيما نفت وكالة الأنباء التونسية في توضيحات نسبتها لمصدر رسمي أن تكون الرعيتين النمساويتين قد اختطفا من فوق الأراضي التونسية وقال المصدر إن المواطنين النمساويين دخلا تونس يوم 10فبراير 2008عن طريق ميناء حلق الوادي قادمين من ميناء جنوة الايطالي للقيام بجولة في المناطق الصحراوية".