أكد الدكتور سعد البازعي أن الملتقيات الثقافية بشكل عام «تقدم ثقافة منبرية ضرورية لمشهدٍ ثقافي، تكاد تسيطر عليه الكلمة المكتوبة»، مشيراً إلى أن الملتقى الثقافي الذي يشرف عليه وبدأ نشاطاته من نادي الرياض الأدبي، ثم انتقل إلى جمعية الثقافة والفنون «فضاء مختلف من ناحية هو يجمع الاجتماعي إلى الثقافي، الحوار الشفهي إلى النص المكتوب». وأوضح البازعي في حديث ل«الحياة» عقب اختتام الموسم الثقافي الأول، أن الملتقيات «تحتاج إلى مزيد من الدعم البشري والمادي من المؤسسات الثقافية، مع أن المؤسستين اللتين احتضنتا ملتقانا قدمتا الكثير. النادي الأدبي وفّر أجواءً مناسبة وكذلك الجمعية التي احتضنت الملتقى، حين اضطر للانتقال من النادي ودعمته دعماً مادياً ومعنوياً». ولفت إلى أن الظروف «أحياناً تكون أقوى من المؤسسة، أو أن هناك مؤسسات أو مراكز قوى تكون أحياناً أقوى من المؤسسة الثقافية، وهو وضع الثقافة على أية حال أن تستجدي المال والدعم، وليس أسهل من التخلي عنها عندما يضغط التشدد ويتضاءل هامش الحرية». ويرى البازعي أن الملتقيات الثقافية ليست كثيرة ابتداءً، وأن ما يقدمه الملتقى الثقافي «يختلف سواء في نوع الطرح أم نوع الحضور، إذ ينفتح على الجنسين وعلى مختلف الأعمار من الأستاذ الجامعي إلى الطالب، ومن الناقد المتخصص إلى الكاتب الهاوي، إلى المستمع الراغب في المعرفة أو الاستمتاع بالفنون». وقال إن مطالبته بالمزيد من الدعم والتنظيم «تأتي لأني لن أستطيع أن أكون حاضراً دائماً لكثرة ارتباطاتي ومشاغلي، فالحاجة ملحة للمؤازرة التطوعية أو غير التطوعية لكي يكون العمل جماعياً». وأضاف: بالنسبة لي، كنت على مدى سنوات عديدة أسعى لكي يلتئم نشاط المعنيين بالثقافة والفكر والإبداع، وليس الملتقى سوى آخر حلقات ذلك المسلسل من الدعوات مرة لأكاديميين وأخرى لكتاب، ومرة في منزلي وأخرى في مؤسسة، ولم تستطع الخيبات المتوالية أن تغير من قناعتي بأن الحاجة تظل قائمة دائماً لعمل ثقافي نوعي يبث الوعي الثقافي ويعرف بالنص المتميز والفكر الجاد. لا أظن أن الحلم تحقق لكنها طبيعة هذا العمل، يسعى للأفضل وإن لم يحققه بالضرورة». وثمن الجهود التي تبذلها سارة الرشيدان، التي كما قال، تتكلف الكثير من العناء «لكي يستمر الملتقى. ومع أن مثل هذا النشاط لا يمكن أن يستمر دون تفاني أناسٍ مثل سارة، واستعدادهم لأن يعطوا من دون حدود، فإن دعم المؤسسة مطلوب دائماً. وما أتمناه هو أن يتحول الملتقى إلى نشاط مؤسسي دائم»، مشيراً إلى أن نشاط الملتقى «يجب أن ينسب إلى جهدها في التنظيم أكثر منه إلى جهدي. فهي رافد أساس يعزز النشاط، ويقوي دور المرأة السعودية المثقفة في العمل المشترك». وحول انتقال الملتقى الثقافي من نادي الرياض الأدبي إلى جمعية الثقافة، وهل أثر هذا الانتقال أم لا، قال: الحقيقة أن انتقال الملتقى إلى الجمعية لم يؤثر على نوع النشاط أو الإقبال عليه، حتى أن كثيراً من الوجوه التي كانت ترتاده في النادي هي نفسها التي ترتاده في الجمعية. وكذلك هو الحال فيما يتعلق بالأوراق، آخرها كانت ورقة لشايع الوقيان الذي سبق أن تحدث في الملتقى عندما كان في النادي. المختلف ربما الآن هو العنصر الفني، فالملتقى أكثر اهتماماً الآن بالفنون فكانت لدينا ليلتان موسيقيتان أحياهما الفنان خليل المويل، ليس غناءً أو عزفاً فقط، وإنما تحدثاً حول الموسيقى والمقامات وما إليها، فكانت ثقافة موسيقية. كما كانت لدينا محاضرة حول الإعلان التلفزيوني من زاوية إعلامية»، موضحاً أن الموسم المقبل سيشمل أمسيات للفن التشكيلي والتصاميم الفنية، إلى جانب الطرح النقدي والفكري، مستوى الأوراق والنشاط كان متفاوتاً كما هو متوقع وكذلك عدد الحضور». يذكر أن الملتقى الثقافي استضاف عدداً من الفعاليات، تحدث فيها عدد من الأسماء المهمة، مثل شايع الوقيان ونجلاء سليم وخليل المويل وخلف الثبيتي وسواهم.