أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «العام الماضي جاء بالنسبة الى لبنان أفضل بكثير من سابقه من الأعوام، ومهد الطريق، بما شهده من تطورات إيجابية وإنجازات سياسية وديبلوماسية وأمنية واقتصادية، لمزيد من أجواء التهدئة والاستقرار والنمو». وإذ أشار الى أن «السلطات الأمنية اللبنانية نجحت في تفكيك العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية الهادفة الى زعزعة الاستقرار، ومن إظهار جدارة في اعتقال مجموعات إرهابية كانت تضمر شراً بلبنان وبالقوات الدولية العاملة على أراضيه»، أكد «سعي لبنان الدائم الى تزويد الجيش اللبناني الأسلحة الحديثة لتمكينه من حماية حدوده الجنوبية ومحاربة خطر الإرهاب». ولفت سليمان في كلمة ألقاها في قصر بعبدا أمس، أمام السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد في لبنان لمناسبة تقديم التهاني بالسنة الجديدة، الى أن «أي إجراء أو تدبير تمييزي قد يهدف الى وضع لبنان واللبنانيين بالذات، وخصوصاً المسافرين منهم، في خانة الشك والتضييق، لا يمكن إلا أن يكون موضع استهجان واحتجاج ويستوجب الحؤول دون إقراره واعتماده». وجدد الحرص على الحريات الإعلامية وحرية التعبير، في سياق الاعتراض على أي قرار قد يقضي بمنع قنوات تلفزيونية، ومنها لبنانية، عن البث عبر الفضائيات. وأشار سليمان الى أن «لبنان سيعتمد في عملية اتخاذ قراره كعضو غير دائم في مجلس الأمن، على مبادئ إرشادية متكاملة. فهو سيستوحي من جهة، مصلحته القومية العليا، وموقف مجموعة الدول العربية التي يمثلها في مجلس الأمن، إضافة الى الموقف الذي يفيد الإنسانية جمعاء في ضوء ما تفرضه شرعة الأممالمتحدة على الدول من موجبات، وما سيكون متوافراً داخل مجلس الأمن من معلومات ومعطيات في مرحلة التداول والقرار. وسيشجع بصورة عامة، على تغليب الحلول الديبلوماسية التي تأخذ في الاعتبار مصالح الشعوب وحقها في العيش الهانئ الكريم». وأوضح أن «العدالة تقضي بتصليب الموقف الدولي حول عناصر الحل العادل والشامل لقضية الشرق الأوسط، المستند الى قرارات الشرعية الدولية، وتحديد أطر زمنية ووسائل ضغط مناسبة لضمان تنفيذ هذا الحل». وإذ جدد موقف لبنان المتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، أشار الى أنه «تمكن بفضل مجمل مكونات قدرته، أي بشعبه وجيشه ومقاومته، من إرغام إسرائيل على الانسحاب من معظم الأراضي التي كانت تحتلها في الجنوب، بعد رفضها المستمر للجهد الديبلوماسي»، مشدداً على أن «لبنان يحتفظ اليوم بحقه في تحرير أو استرجاع ما تبقى له من أراض محتلة في الجزء الشمالي من قرية الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية، بكل الوسائل المشروعة والمتاحة، ويكرر التزامه العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بجميع مندرجاته». وأشار سليمان الى التقارب والتفاهم العربيين، وقال: «حافظت الدول العربية مجتمعة في قمة الدوحة على التزامها المبادرة العربية للسلام، لفترة إضافية ومحدودة. إلا أن هذا التقدم لا ينسحب على المشهد الإقليمي العام، بسبب تعنت إسرائيل وممارساتها التعسفية، ولا سيما استمرارها بفرض الأمر الواقع، وبناء المستوطنات وتهويد القدس، وتضييق الخناق على غزة، وإطلاق التهديدات المتتالية ضد لبنان ومؤسساته وبناه التحتية. وتقضي العدالة بتصليب الموقف الدولي حول عناصر الحل العادل والشامل لقضية الشرق الأوسط، المستند الى قرارات الشرعية الدولية، وتحديد أطر زمنية ووسائل ضغط مناسبة لضمان تنفيذ هذا الحل الذي طال انتظاره». وأعرب عن «التقدير للتضحيات التي تقدمها القوات الدولية في الجنوب اللبناني»، مثنياً على التنسيق القائم بين هذه القوات والجيش اللبناني. وكان السفير البابوي المونسنيور غابريال غاتشيا ألقى بصفته عميداً للسلك الديبلوماسي المعتمد كلمة قال فيها: «نفهم جيداً الخطوات التي قمتم بها في اتجاه الأممالمتحدة، ونسر بها، لأنها تسعى إلى جعل لبنان منبراً دولياً لحوار الأديان والثقافات والحضارات في العالم»، متمنياً ل «الفريق الحكومي الجديد النجاح في ورشة العمل الكبيرة التي تنتظره». وأشاد ب «استقبال المجتمع الدولي لبنان كعضو غير دائم في مجلس الأمن». وقال: «إن هذا المركز يتيح للبنان إمكان ترسيخ الخروج النهائي من المرحلة الصعبة التي مر بها في تاريخه الحديث، وذلك بأن يبين أن درب التعايش والديموقراطية، هي وحدها المؤدية إلى السلام والازدهار».