كشف مصدر مصري موثوق به أمس أن كلاً من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات المصري عمر سليمان أبلغا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن الأجواء غير مهيئة لعقد قمة ثلاثية يرعاها الرئيس حسني مبارك تجمع كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وقال هذا المصدر ل «الحياة» إن الوفد المصري سُئل في واشنطن عن عقد قمة ثلاثية تستضيفها مصر تجمع بين عباس ونتانياهو، ولكن كلاً من أبو الغيط وسليمان استبعد الأمر وقال للأميركيين هذا الأمر من المبكر جداً تناوله. وفي غضون ذلك، رأى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أن هناك تصلباً إسرائيلياً وانكفاء أميركياً. وقال ل «الحياة»: إذا لم يتمكن الأميركيون من إلزام إسرائيل الآن تجميد الاستيطان، فهل يستطيعون بعد سنتين أن يلزموا إسرائيل احترام تعهداتها وتنفيذ الاستحقاقات التي عليها تجاه العملية السلمية؟»، معرباً عن شكوكه الكبيرة تجاه ذلك. وقال: «لا توجد آفاق ونحن مقبلون على مرحلة صعبة». ورأى عبد ربه أن التحريض الإسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني هو نوع من الضغوط عليه لإضعاف السلطة وكذلك لإحراجه، مشيراً إلى العملية الأخيرة التي قامت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية في مدينة نابلس واستهدفت خلالها ناشطين في «كتائب شهداء الاقصى». وقال إنهم «يسعون إلى تخريب الجهود الأمنية التي بذلتها السلطة لضبط الأمن في الضفة، وفي الوقت ذاته يريدون كسر هيبة السلطة ويتذرعون بأسباب كثيرة واهية للتهرب من استحقاقات السلام». ورأى عبد ربه أن التحريض الإسرائيلي الواسع ضد عباس الهدف منه لفت الأنظار عن النشاط الاستيطاني الذي تقوم به إسرائيل في القدسالشرقية وتحويل الأمر وكأن المشكلة لدى أبو مازن. وفي سياق آخر، نفى مصدر مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية ما تردد عن أن زيارة عباس إلى دمشق مشروطة بلقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وقال ل «الحياة» إن السوريين حريصون على التوازن في علاقتهم مع الفلسطينيين، وفي أشد الاوقات لم يكن هناك انحياز سوري تام لحركة «حماس». وكشف ل «الحياة» أنه خلال القمة العربية التي عقدت في دمشق، عرض وزير الخارجية السوري وليد المعلم جمع أبو مازن مع مشعل في مأدبة عشاء، لكن الرئيس عباس رفض. وأضاف أن لقاء «أبو مازن» مع مشعل أمر يعود له شخصياً ولم يُفرض هذا الأمر عليه. مشدداً على أن الأمر طرح عليه كاقتراح فقط.