اعترف ياسين الصالحي بارتكابه جريمة قتل رب عمله الجمعة الماضية في موقف للسيارات قبل القيادة إلى مصنع الكيماويات، حيث حاول تفجير المكان. وأفاد مصدر قريب من التحقيق في الاعتداء أن المتهم نقل اليوم (الأحد) إلى مقر «شرطة مكافحة الإرهاب» في باريس لمواصلة التحقيق معه، وأضاف أن المتهم التقط صورة مع رأس ضحيته، وأرسلها إلى شخص موجود في سورية. وكانت هذه الصورة أرسلت من هاتف الصالحي النقال إلى شخص يدعى سباستيان يونس غادر إلى سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واستقر في مدينة الرقة، وهو يقاتل إلى جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، حسب ما أفادت مصادر قريبة من الملف. ولم يكشف أي مصدر عن عناصر تكشف احتمال أن يكون الصالحي (35 عاماً) زار سورية، رغم تصنيفه من قبل أجهزة الاستخبارات الفرنسية في «فئة المتطرفين». واعتقل المتهم الجمعة قرب ليون، بينما كان يستعد على ما يبدو للتسبب في تفجير في مصنع الشركة الأميركية «اير بروداكت»، وأقر بقتل مديره هيرفيه كورنارا (54 عاماً). وحضر المتهم في سيارة خدمة أمام مصنع الشركة، وبحكم اعتياده على المكان تمكن من الدخول بسهولة، ثم اندفع بسيارته إلى عنبر وأحدث انفجاراً كبيراً، لكن من دون إصابات. وتمكنت فرق الإطفاء التي أرسلت إلى المكان من السيطرة عليه، في حين كان يحاول القيام بتفجير ثان. وكشفت العناصر الأولية للتحقيقات عن احتمال وجود بعد شخصي لقيام الصالحي باختيار مديره كورنارا ضحية، كما أوضحت مصادر قريبة من الملف أن المتهم، الذي كان يعمل موزعاً في شركة نقل، أوقع قبل يومين من الحادث بعض الأغراض الغالية الثمن ما أثار حفيظة مديره الذي نهره بشدة. وحذر رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس اليوم أن فرنسا تواجه «تهديداً إرهابياً خطيراً»، مشيراً إلى «حرب حضارات» يشنها المتطرفون ضد «القيم الإنسانية العالمية». ولم يتبن «داعش» هذا الاعتداء، إلا أنه تبنى في اليوم ذاته هجوماً ضد مسجد في الكويت أسفر عن مقتل 26 شخصاً، وهجوماً ثانياً في ولاية سوسة السياحية في تونس سقط ضحيته 38 شخصاً.