أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن السعودي فهد سليمان عبد المحسن القباع هو من نفذ الهجوم الانتحاري بحزام ناسف على مسجد «الصادق» يوم الجمعة، ما أوقع 27 قتيلاً و200 جريح. وأوضحت في بيان أمس أن القباع دخل الكويت عن طريق المطار فجر الجمعة، أي قبل ساعات قليلة من تنفيذ التفجير، فيما تعكف الأجهزة الأمنية على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين. وقال وزير النفط علي العمير إن الحكومة الكويتية ستدرس اليوم اعتماد تشريعات أمنية جديدة، فيما عبّر عدد من النواب عن استعدادهم لإقرار قانون من هذا النوع للمساهمة في صد المتطرفين. وتمكّنت عناصر من وزارة الداخلية من ضبط قائد السيارة الذي تولى توصيل القباع إلى موقع التفجير، ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود، وهو من المقيمين بصورة غير شرعية (البدون) ومن مواليد 1989 وأنه عثر عليه في أحد المنازل بضاحية الرقة جنوب العاصمة. ونشرت وسائل إعلام محلية معلومات متباينة لم تؤكدها الجهات الرسمية منها أسماء مشتبه بهم، منهم مالك البيت الذي آوى السائق وهو محكوم سابق بالتستر على عناصر متطرفة ضمن مجموعة «أسود الجزيرة» التي دخلت في مواجهات دامية مع الأمن الكويتي قبل10 سنوات، وتردد أيضاً أن مجموع أعضاء خلية «داعش» الحالية قد يبلغ سبعة، فيما شارك آلاف الكويتيين في مراسم دفن عشرين من ضحايا التفجير في المقبرة الجعفرية في الكويت، ونُقل سبعة آخرون إلى مدينة النجف في العراق على متن طائرة أميرية خاصة بناء على رغبة ذويهم. وكان الأمير الشيخ صباح الأحمد على رأس المستقبلين في العزاء الجماعي الذي أُقيم في مسجد الدولة الكبير بحضور مسؤولي الدولة والحكومة وأهالي الضحايا في بادرة للوحدة الوطنية، واصطف آلاف من المعزين على مدى ساعات لتقديم الواجب. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» الهجوم الذي سقط ضحيته 26 قتيلاً و227 جريحاً في مسجد الأمام الصادق في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية. وأوضح بيان وزارة الداخلية أن صاحب المنزل الذي لم تكشف هويته، كويتي وأن التحقيقات الأولية أفادت أنه «من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف». وكانت السلطات أوقفت السبت شخصاً قالت انه جراح نمر مجبل غازي المولود في 1988 وقالت إنه صاحب السيارة التي استخدمت لنقل الانتحاري. وفيما تعيش الكويت على وقع صدمة الانفجار. وأصدر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمراً «بإجراء كل ما يلزم لإصلاح كافة الأضرار التي وقعت على مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر جراء حادث التفجير الإجرامي». وشارك آلاف الكويتيين السبت في تشييع 18 من 26 شخصاً قتلوا في التفجير الذي استهدف المصلين وأحدث صدمة في الكويت التي ظلت بعيدة عن الاضطرابات العنيفة التي تهز المنطقة على رغم أنها تقع على الحدود مع العراق. ومن بين القتلى مواطنان إيرانيان، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الإيرانية. ويعد هذا الهجوم أحد أسوأ التفجيرات في الكويت والأول الذي يستهدف مسجداً وأول اعتداء يتبناه تنظيم «داعش» في الكويت. إلى ذلك، أكد سالم الفرحان، مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت أن حملات التبرعات وجمع الأموال يجب أن تتم عبر لجان مختصة ومساجد محددة من قبل الأوقاف، مشدداً على أنه لا يسمح بجمع التبرعات بصورة عشوائية للتأكد من وصول أموال التبرعات إلى جهاتها المشروعة. ونقلت جثامين القتلى الثمانية الآخرين إلى مدينة النجف حيث ووري الضحايا الثمانية الثرى في مقبرة وادي السلام المجاورة لمرقد الإمام علي في مدينة النجف بجنوبالعراق، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون لوكالة «فرانس برس». وقال نائب رئيس محافظة النجف لؤي الياسري إن «جثامين الشهداء التي وصلت إلى مطار النجف تم دفنها في مقبرة وادي السلام في النجف». وكانت الجثامين التي تعود إلى سبعة كويتيين وسعودي، وصلت أمس على متن طائرة كويتية خاصة إلى النجف، وسجيت النعوش التي لفت بالعلم الكويتي، لبعض الوقت في مبنى المطار، حيث تلا المسافرون الموجودون في قاعات الانتظار الفاتحة على أرواح الضحايا وسط حال من الحزن والبكاء لدى أقارب الضحايا الذين رافقوا الجثامين. ونقلت الجثامين بعد ذلك إلى مدينة كربلاء لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، قبل أن تعود إلى النجف بعيد منتصف الليل، حيث أقيمت مراسم تشييع في مرقد الإمام علي قبل دفن الضحايا في المقبرة فجر أمس، بحسب مسؤول إعلام العتبة العلوية، فائق الشمري. وفي سياق متصل، أعلن مكتب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في بيان أن الأخير زار الكويت صباح أمس «لتقديم التعازي للكويت حكومة وشعباً بسبب الجريمة النكراء التي استهدفت مسجد الإمام الصادق».