قال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت إن الشركة حققت خلال العام الماضي أرباحاً تزيد عن 100 مليون دولار، وصنّفت في 2008، من بين أول 25 شركة في العالم من حيث الربح. تحدث الحوت إلى «الحياة» في باريس حيث يشارك إلى جانب حاكم مصرف لبنان رياض سلامه في الاجتماعات الخاصة بالمعهد العالي الفرنسي للإدارة. وأفاد الحوت أن الشركة استفادت من الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان منذ انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وذكر أن حصيلة المسافرين عبر مطار رفيق الحريري في بيروت، بلغ 3.6 مليون راكب في 2007، وارتفع إلى نحو 4.8 مليون العام الماضي، ما يعبر عن نمو كبير. وأشار إلى أن الشركة كانت استعدت لمواجهة هذا النمو بشرائها 13 طائرة استلمت منها 6 طائرات العام الماضي وستستلم السنة الحالية طائرتين، وهذا كاف مقارنة بحجم الاقتصاد اللبناني. ورأى الحوت أن النمو في الركاب سيستمر ولكن ليس بمعدل 22 في المئة لأنه معدّل غير معهود، ولأن استيعاب هذا القدر من النمو يتطلب توسيع قدرة البنية التحتية من فنادق وكهرباء وطرقات، وإن الفنادق في مواسم الذروة تمتلئ. تحدّث الحوت عن أوضاع موظفي الشركة، واعتبر أن التحسن التدريجي والأهم أن يشعر الموظف بالاستقرار الوظيفي، في إجابته عما إذا كانت أوضاع الموظفين تحسنت بالتلازم مع التحسن الذي طرأ على الشركة، وأضاف أن الشركات العالمية تعمل على خفض موظفيهاٍ تحت ضغط الإفلاسات المتتالية للشركات الكبرى في العالم. الأجواء المفتوحة وتحدّث الحوت عن منافسة حادة جداً بين طيران الشرق الأوسط ونحو 60 شركة طيران تهبط في بيروت، لأن لبنان يطبق سياسة الأجواء المفتوحة من جانب واحد، فالشركات الأجنبية تنفّذ ما ترتأي من رحلات إلى بيروت في حين أن طيران الشرق الأوسط لا تستطيع التعامل مع مطارات هذه الشركات بالمثل. وتأكيداً على المنافسة تحدث الحوت عن شركات تبيع بطاقات سفر إلى بيروت بقيمة 4 يورو وأخرى بنحو 4 دنانير كويتية وهي أسعار دون مستوى التكلفة. وأوضح أن شرط فتح الأجواء أن تأتي طائرات الشركة من موطنها وليس من مطارات دول أخرى. أضاف: يدور نقاش الآن حول الجنسية الأوروبية يعارضه الجانب اللبناني، لأنه يتيح للأوروبي أن يتحرك كما يشاء ولا يسمح بالتحرك بالمثل في أوروبا، ما يعني انهم يحصلون على شيء في مقابل لا شيء. وضرب مثلاً: لنفترض أن شركة مثل «سايبروس آرويز» يمكنها أن تأتي إلى لبنان بصفتها الأوروبية وتنجز ما تريد من رحلات، في حين لا يمكننا التعامل معها بالمثل. تحديد الأسعار وعن سبب ارتفاع الأسعار في موسم الذروة أجاب الحوت: من حق الشركة أن تحقق أرباحاً، وعلى الراكب أن يعرف انه كلما حجز في شكل مبكر كلما كان السعر أدنى. وذكر أن سعر البطاقة اليوم من بيروت إلى باريس ذهاباً وإياباً هو في مستوى 240 دولاراً ومن باريس إلى بيروت ذهاباً وإياباً 255 يورو، ومن دون شروط تعجيزية. واعتبر أن الأسعار خارج موسم الذروة، أدنى من التكلفة، لذا ترفع الشركة أسعارها في موسم الذروة. وقال: إن سوق بيروت هي «أحسن سوق من حيث الفخامة، والطائرات الموضوعة على خط لبنان هي الأفخم والأوسع، فالتركيز ليس على زيادة عدد المقاعد بل على الإبقاء على عددها ذاته واللجوء في مواسم معينة إلى زيادة الأسعار. واعتبر أن شركات تستغل مساحة الطائرة لتزيد المقاعد وتخفّض أسعارها. نحو أميركا الشمالية وعن استمرار منع الشركة من الهبوط في المطارات الأميركية أوضح الحوت أن الرئيس سليمان أثار الموضوع خلال زيارته إلى واشنطن وتحدث في شأنه مع وزير النقل الأميركي راي لحود الذي وعد في مرحلة أولى باتفاق تقاسم رموزه. ويعني تقاسم الرموز مثلاً أن تحط طيران الشرق الأوسط في مطار هيثرو حاملة شعار «دلتا آرلاينز» وتحط «دلتا آرلاينز» في مطار أميركي حاملة شعار طيران الشرق الأوسط. واعتبر الحوت أن الاتفاق يسهل السفر، ويشكل مقدمة ممتازة لتسهيل أمور المسافرين، بحيث يصبح في إمكان المسافر شراء بطاقة السفر وبسهولة والتحول من رحلة ألى أخرى بسهولة أكبر. ويتوقع اتفاقاً مماثلاً مع «آر كندا» عبر جنيف، على أساس تقاسم الرموز أيضاً، وإن التأخير مرده إلى خطأ إداري وليس إلى نية سيئة. وأشار إلى أن عدد الرحلات بين كل من بيروت وروما وبيروت وميلانو و بيروت وباريس أربعٌ يومياً لكل منها، ورحلة يومية إلى كل من لندن وفرانكفورت، وستحدد رحلة يومية إلى جنيف ابتداء من مطلع حزيران (يونيو)، وتعمل الشركة أيضاً على خط مدينة نيس جنوبفرنسا بمعدل 3 رحلات أسبوعياً في الصيف. ولفت إلى أن استراتيجية الشركة مبنية على ربطها بحجم الاقتصاد اللبناني، وأنها لا تشتري طائرات لنقل ركاب من لندن إلى سيدني أو من كوبنهاغن إلى الهند، بل تشتري طائرات لتفرز الخطوط التي لها حركة اقتصادية بحرية مع لبنان. وأوضح على سبيل المثال أنها تقوم برحلتين يومياً إلى دبي وكذلك إلى القاهرة وعمان وستشغل رحلتين يومياً أيضاً إلى الرياضوجدة والكويت، وأن الاتجاه نحو مزيد من التعاون مع الشركات العربية، عبر شراكات مماثلة للشراكة مع «ار فرانس». وتحدّث عن تسيير رحلة يومية إلى بغداد، ابتداء من غدٍ، وأنها وجهة ممتازة لأن العراق بلد سهل بالنسبة إلى اللبنانيين، وأربع رحلات إلى أربيل التي تعمل على بناء مطار جديد، بدءاً من نهاية آذار (مارس).