أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن الاعتداء الدموي الذي استهدف أمس (الجمعة)، فندقاً في سوسة على الساحل الشرقي التونسي وتبناه تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، أسفر عن مقتل 38 شخصاً أغلبهم بريطانيون. وفي مؤتمر صحافي، قال الصيد إن القتلى «أكثرهم إنكليز، وبعضهم ألمان وبلجيكيون وفرنسيون». وكانت وزارة الصحة أعلنت في آخر حصيلة رسمية للهجوم مقتل 39 وإصابة 39 آخرين. وأفادت الوزارة أن إحدى جثث القتلى تعود لمنفذ الهجوم. وأعلن رئيس الحكومة «فتح تحقيق وإجراء تقييم كامل للواقعة» بهدف «تحديد المسؤوليات». وقال الصيد إنه في حال ثبوت وجود إخلالات من أي طرف «ستتخذ الإجراءات اللازمة»، مشيراً إلى أن الحكومة قررت إغلاق 80 مسجداً بنيت من دون تراخيص قانونية و«تبث السموم للحض على الإرهاب». وأضاف أن «كل حزب أو جمعية لا تحترم المبادئ الأساسية للدستور التونسي الجديد سيقع التنبيه عليها وإذا لزم الأمر حلها». وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعا أمس من الفندق الذي تعرض إلى الهجوم، رئيس الحكومة إلى «مراجعة» الترخيص القانوني لحزب لم يسمه، قال إنه «يرفع العلم الأسود» في إشارة على الأرجح إلى حزب «التحرير الإسلامي» الذي رفع أنصاره خلال تجمع أقاموه مؤخراً في العاصمة تونس رايات بيضاء وسوداء وكتبوا على لوحات سياراتهم عبارة «دولة الخلافة». وقررت الحكومة «إعادة النظر في القانون المنظم للجمعيات خصوصاً فيما يتعلق بالتمويل وإخضاعه للرقابة القانونية للدولة» بحسب ما أعلن الحبيب الصيد الذي قال إن «تمويل الإرهاب يأتي أحياناً من جمعيات تساند الإرهاب». وقررت الحكومة كذلك «دعوة جيش الاحتياط لتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحساسة، والمواقع التي فيها خطر إرهابي» «تكثيف الحملات والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة في إطار احترام القانون» وفق الصيد. وأعلن رئيس الحكومة «وضع مخطط استثنائي لتأمين المواقع السياحية والأثرية عبر نشر وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل، وكذلك داخل الفنادق بداية من مطلع يوليو (تموز)» المقبل لافتاً إلى أن الأمن السياحي الحالي «غير مسلح». وأعلن أنه سيتم «رصد مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات تمكن من القاء القبض على عناصر إرهابية». وأفاد أن منفذ الهجوم ويدعى سيف الدين الرزقي «طالب في جامعة القيروان مولود في العام 1992، من مدينة قعفور» من ولاية سليانة شمال غربي تونس «وليس له أي سوابق»، مضيفاً أن الشاب حصل على جواز سفر في العام 2013 وأنه لم يغادر تونس إلى الخارج.