ارتفعت حصيلة الهجوم الذي شنّه أمس طالب تونسي مسلّح برشاش كلاشنيكوف على فندق بولاية سوسة السياحية في الساحل الشرقي التونسي، إلى 37 قتيلا و36 جريحا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة. وقال شكري النفطي المكلف بالإعلام في الوزارة: إن الهجوم أسفر عن «37 قتيلا و36 جريحا بعضهم في حالة حرجة». وكانت الوزارة أعلنت في حصيلة سابقة مقتل 28 شخصا وإصابة 36 حالاتهم «متفاوتة الخطورة». وأوضحت أن القتلى يحملون «جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية» فضلا عن تونسيين. وأعلن وزير الخارجية البريطاني أن خمسة بريطانيين على الأقل هم بين القتلى. وقال فيليب هاموند إن عدد القتلى البريطانيين قد «يرتفع» بعد التدقيق في هويات جميع القتلى، وخصوصا أن هذا المنتجع السياحي معروف بأن السياح البريطانيين يرتادونه. وأضاف في تصريح أدلى به بُعيد خروجه من اجتماع لخلية أزمة في لندن: «علينا أن نتوقع ارتفاع عدد القتلى والجرحى من البريطانيين». ومن بين القتلى سائحة إيرلندية بحسب ما أعلن وزير الخارجية الإيرلندي شارلي فلاناغان. واستهدف الهجوم فندق «ريو إمبريال مرحبا» الذي كان يرتاده 565 نزيلا «أغلبهم من المملكة المتحدة وأوروبا الوسطى» وفق ما أعلنت إدارته. وقال رفيق الشلي -كاتب (وزير) الدولة المكلف بالشؤون الأمنية في تونس في تصريح لإذاعة «موزاييك إف إم» الخاصة-: إن منفّذ الهجوم شاب «غير معروف» لدى أجهزة الأمن وهو «طالب من جهة القيروان». وأوضح أنه «دخل (الفندق) عن طريق الشاطئ في زي مصطاف قادم للسباحة، وكان يحمل شمسية وسطها سلاح، وعندما وصل إلى الشاطئ استعمل السلاح (فتح النار) في الشاطئ والمسبح والنُّزل (الفندق)، وعند مغادرته تم القضاء عليه» من قبل قوات الأمن. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي: إن منفّذ الهجوم كان مسلّحا برشاش كلاشينكوف. من جانبه، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن الحرب التي يشنّها الإرهابيون على بلاده لم تعد تستهدف الأمنيين والعسكريين فقط، بل امتدت لتستهدف الشعب التونسي بأكمله. وشدّد السبسي في تصريح خلال زيارته لمكان الحادث الإرهابي، أن الدولة التونسية مضطلعة بمسؤولياتها، وستتخذ جملة من الإجراءات التي وصفها بأنها ستكون موجعة، داعياً في هذا الصدد التونسيين إلى التوحّد من أجل مواجهة الإرهاب والتصدّي للإرهابيين. من جانبه، أكّد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد خلال زيارته للمصابين، أن آثار هذا الاعتداء الإجرامي ستكون ثقيلة على الاقتصاد التونسي عموماً وعلى القطاع السياحي بوجه خاص، عادّاً الهجوم ضربة موجعة ومؤلمة لم تكن متوقعة. وفي نفس السياق، أدان معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني بشدة، الحادث الارهابي، ووصفه بأنه جريمة إرهابية تتنافى مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية. وأعرب الزياني عن دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للجمهورية التونسية في جهودها من أجل القضاء على الحركات الإرهابية. وحصيلة القتلى التي خلّفها هجوم الجمعة هي الأكبر في تاريخ تونس. وفي 18 مارس الماضي قُتل 21 سائحا أجنبيا ورجل أمن تونسي في هجوم نفّذه مسلّحان على متحف (باردو) الشهير بالعاصمة تونس وتبنّاه تنظيم داعش.