أعلنت وزارة الداخلية التونسية إعفاء 4 مسؤولين أمنيين على خلفية إغلاق مقاهٍ والاعتداء على مفطرين في شهر رمضان، بينما أطلقت النيابة العامة في مدينة أغادير جنوب المغرب سراح شابتين في انتظار محاكمتهما بتهمة «الإخلال بالحياء العام» لارتدائهما ملابس ضيقة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أمس، إن وزير الداخلية قرر إقالة مدير اقليم الأمن في المنستير بسبب تجاوزه السلطة الممنوحة له. وأضاف أن 3 مسؤولين آخرين أعفوا من مهماتهم بسبب ارتكاب تجاوزات في حادث مشابه في مدينة ضاحية المرسى الواقعة قرب العاصمة التونسية. وأثار ضرب شبان مفطرين جدلاً واسعاً حول حدود حرية الاعتقاد واحترام تطبيق الدستور الذي ينص على ضرورة احترام حرية المعتقد والضمير. ووُصِفت الشرطة التي تغلق مقاهي ومطاعم في رمضان بالشرطة الدينية رغم عدم وجود قانون يجرم الإفطار في رمضان في تونس. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر مسؤولاً أمنياً في محافظة المنستير (شمال شرق) يطرد مواطنين من المقاهي ويعنف فتاة. المغرب في غضون ذلك، أكدت رئيسة «فيديرالية الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة» في المغرب فوزية عسولي أمس، توجيه الاتهام إلى الفتاتين المغربيتين، موضحةً أن «أول جلسة ستكون في 6 تموز (يوليو) بتهم تتعلق بالإخلال بالحياء العام وعيّنا محامياً للدفاع عن الفتاتين». وينص الفصل 483 من القانون الجنائي المغربي على أن مَن ارتكب إخلالاً علنياً بالحياء، وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، يعاقَب بالحبس من شهر إلى سنتين وبغرامة من 120 (12 يورو) إلى 500 درهم (45 يورو). وقالت عسولي: «اطلعنا على محاضر الشرطة واستغربنا لتضمنها اعترافات تقول فيها الشابتان إنهما كانت تلبسان ملابس ضيقة بغرض إثارة الناس في أحد الأسواق العامة. هذه الاعترافات غير معقولة ويبدو أنهما تعرضتا للترهيب والضغط». وتعمل الشابتان وهما في العشرينات من العمر في مجال الحلاقة، وفق ما أكدت عسولي، وكانتا متجهتين إلى عملهما مروراً بأحد الأسواق حين فوجئنا بما حصل. وكتبت صحيفة محلية تحت عنوان «طالبان تظهر في إنزكان»، أن حشداً من الناس «تجمهر حول الفتاتين في أحد أسواق منطقة إنزكان (أغادير)، منددين بطريقة لباسهما غير المحتشم». وحاولت الفتاتان «الفرار والاختباء بأحد المحلات التجارية، مخافة الاعتداء عليهما جسدياً، لكنهما فوجئتا بتجمهر سلفيين من الباعة في السوق ومحاصرتهما، وتقديمهما إلى الشرطة، التي اعتقلتهما قبل أن تحيلهما إلى النيابة العامة». ورأى مسؤول فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة أغادير عبدالعزيز السلامي أمس، أن «ما حدث للفتاتين اعتداء خطير على الحريات الفردية للمواطنين والمواطنات وهو سلوك دخيل وسابقة خطيرة». واعتبرت عسولي أن «خطابات الأخلاق التي يرفعها المسؤولون الحكوميون منذ أشهر تشجع الناس على المس بالحريات الفردية للمواطنين». وأكدت عسولي أن «فيديرالية الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة» دعت النساء للخروج «في نزهة لشرب القهوة» مساء الأحد المقبل بعد صلاة التراويح في مدينة الدار البيضاء «تعبيراً عن تضامنهن مع الشابتين ودفاعاً عن حريتهما في اللباس». وأطلقت ناشطات على «الفيسبوك» صفحة وهاشتاغ تحت عنوان «ارتداء التنورة ليس جريمة» ونشرن صورهن يرتدين التنانير تضامناً مع الشابتين، إضافةً إلى صور مغربيات تعود إلى الستينات والسبعينات يرتدين فيها التنانير.