مع بدء الكونغرس عملية المصادقة على تعيين السفير الأميركي الحالي لدى لبنان ديفيد هيل سفيراً جديداً لدى باكستان، أكدت مصادر ديبلوماسية وأميركية ل»الحياة» أن إدارة باراك أوباما سترشح نائب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيث ريتشارد لتكون السفيرة المقبلة في لبنان، في تركيز واضح على الملف الأمني وضبط الحدود. وريتشارد من الديبلوماسيين المحنكين في الخارجية ومكتب الشرق الأدنى، وتعتبر اليد اليمنى لمساعدة وزير الخارجية آن باترسون كونها عملت معها في باكستان، وبالتالي من المقربين للوزير جون كيري الذي يستشير باترسون في أهم القرارات الخارجية. وفي منصبها الحالي تشرف ريتشارد على المساعدات الخارجية لمنطقة الشرق الأدنى وعلى موازنة قدرها سبعة بلايين دولار بينها 70 مليوناً سنوياً للجيش اللبناني والقوى الأمنية. ومن المعروف عن ريتشارد انها عملت في مناطق ساخنة اقليمياً وفي ظل ادارات جمهورية وديموقراطية، فهي تولت منصب نائب القنصل العام في السفارة الأميركية لدى صنعاء بين2010 و2013 وكانت قبل ذلك في السفارة الأميركية لدى باكستان تدير ملف تنسيق المساعدات الامنية ومحاربة «القاعدة» في منطقة وزيرستان الحدودية بين باكستانوأفغانستان. ومن هذا المنطلق ستوظف هذه الخلفية الدفاعية والأمنية في ترتيب الدعم الأميركي للبنان وتنسيق مساعدات ضبط الحدود وزيادة قدرات الجيش اللبناني لاحتواء تفاعلات الأزمة في سورية. وتحمل في جعبتها علاقة قوية بوزارة الدفاع كونها خريجة «الكلية الحربية». وكانت ريتشارد بين أسماء عدة تم تداولها للمنصب بينها نائب مساعد باترسون أيضاً لاري سيلفرمان والسفيرة لدى ليبيا دبرا جونز. ويعيد ترشيحها قريباً للمنصب وضع الأولويات الأميركية في لبنان ضمن سياق أمني ودفاعي، ويتزامن أيضاً مع خروج نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى ماثيو سبنس واقتراب تعيين الخبير في شؤون التمرد أندرو آكسوم خلفاً له. ولدى آكسوم معرفة كبيرة ب»حزب الله» والأمور الحربية كونه شارك في القتال خلال حرب أفغانستان وكتب تقارير عدة في مراكز أبحاث عن خبرات «حزب الله» بعد حرب 2006 وأخيراً تجربته في سورية. وتوقعت المصادر أن يتم ترشيح ريتشارد قريباً وتحويل الملف الى الكونغرس لعقد جلسة استماع ومن ثم التصويت على تعيينها في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ.