يكتظ مضمار المشاة على طريق الملك فيصل في منطقة تبوك بالصائمين، الذين يقطعون مسافة أربعة كيلومترات يومياً قبيل آذان المغرب في شهر رمضان المبارك، بحثاً عن الرشاقة، والترويح عن النفس، وتلبية نصائح الأطباء الذين يؤكدون أهمية مزاولة رياضة المشي لصحة الإنسان، خصوصاً في ذلك الوقت. ويتوفر في المضمار عدد من الأجهزة الرياضية التي وضعتها أمانة المنطقة في أوله ونهايته، إضافة إلى أرضيات الإنترلوك، والبرودات، والتربة الزراعية والتشجير، وألعاب الأطفال، ليصبح متنفساً وميداناً للمواطنين والمقيمين، في حين أن هذا التنوع منح الكثير من مرتادي المضمار خيارات عدة في تلبية اهتماماتهم بالمضمار، فمنهم من يمارس رياضة المشي، ومنهم من يحسن لياقته بالأجهزة الرياضية، والبعض الآخر يستمتع فقط بالجلوس على المسطحات الخضراء التي تملأ المكان. وقال أحد مرتادي المضمار عبدالعزيز البلوي: «إنه يمارس رياضة المشي باستمرار، ويوزع وقته ما بين المشي تارة، والاستراحة تارة أخرى، لقراءة القرآن الكريم، والتذكر والاستغفار في مواقع الجلسات التي تم تخصيصها على جنبات المضمار، مشيراً إلى أنه اعتاد مزاولة المشي كونها رياضة خفيفة لا تنهك الجسم، ولها فوائد صحية جمّة». أما عبدالهادي العمري فأوضح أنه اعتاد ممارسة رياضة المشي في المضمار عصر كل يوم في رمضان، ويشعر براحة كبيرة وهو يمشي، ولم يشعر بأي تعب أو إرهاق، بل إن المكان زاده راحة أكثر بوجود أماكن للجلوس، والمسطحات الخضراء التي تساعد على تلبية خيارات الاستفادة من المضمار. بدوره، أكد أخصائي التثقيف الصحي في منطقة تبوك علي بن أحمد الكعبي أن أفضل أوقات ممارسة رياضة المشي خلال شهر رمضان المبارك، تكون قبل وجبة الإفطار بما يقارب الساعة والربع، أو بعده بساعتين وأكثر، موضحاً أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار تساعد الجسم على تعويض ما فقده من سوائل وأملاح معدنية وتجنبه التعرض لأي أعراض صحية أخرى. وحذر الدكتور الكعبي من الإفراط في تناول وجبة الإفطار ومن ممارسة الرياضة بعده مباشرة لأن الدورة الدموية حينها تتجه إلى الجهاز الهضمي لهضم وجبة الإفطار، مشيراً إلى أن للنشاط البدني دوراً مهماً وتأثيراً إيجابياً في عملية إنقاص الوزن وحرق الدهون والتخلص من السموم المحتبسة في الجسم. وبين أن أفضل الرياضات المناسبة للصائم هي رياضة المشي المعتدل، وركوب الدراجات مدة زمنية لا تزيد على ساعة خلال خمسة أيام أسبوعياً، على أن تمارس الرياضة في أماكن بعيدة عن التلوث، ومعتدلة أجواء الحرارة والرطوبة فيها. ونصح من لا يتمتع بمقدار جيد من اللياقة البدنية وقدرة على تحمل العطش بعدم ممارسة الرياضة قبل وجبة الإفطار والاكتفاء بها بعد الإفطار بساعات، مهيباً بمن يعاني من أمراض وعوارض مزمنة إلى استشارة الطبيب المختص في شأن ممارسة الرياضة في شهر رمضان، لكي لا تحدث له أي مضاعفات صحية، لا سمح الله». وفي العاصمة المقدسة، يزّين الصائمون موائدهم كل يوم ب«السوبيا» التي تعتبر بين أشهر المشروبات الرمضانية المعروفة في منطقة الحجاز، ويحرص على شربها أهالي مكةالمكرمة أثناء إفطارهم اليومي بمختلف نكهاتها المعروفة بها. وأكد أحد أشهر بائعي «السوبيا» في مكةالمكرمة طلال خضري الذي عُرف منذ 40 عاماً بإعداد (سوبيا الخضري) أن «السوبيا» أصبحت ماركة مسجلة لدى أهالي مكةالمكرمة، وأبدعت في صناعتها بعض الأسر في المنطقة الغربية كالخضري، والحسيني، والخشة. وأوضح الخضري أنه يتم جلب الشعير الصيفي من مدينة الطائف لصنع «السوبيا»، يضاف إليها كمية من حبّات الهيل والقرفة أو الشوفان أو الزبيب، لتخلط فيما بعد بمقادير مناسبة، مشيراً إلى أن «السوبيا» لونها الأصلي هو الأبيض، لكن عندما يُضاف إليها بعض المكونات تتحول إلى اللون الأحمر. ويفاخر أهل مكةالمكرمة أثناء الإفطار بنوعية «السوبيا» التي يحضرونها على موائدهم، إذ اشتهرت هذه الصناعة في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، وتقدّم بألوان متعددة منها: الأبيض الذي يحمل لون الشعير، والأحمر الذي يقدم بنكهة الفراولة، والبني بالتمر الهندي، في حين لا تحتمل السوبيا التأخير والتخزين إذ تفقد قيمتها الغذائية خلال يومين أو ثلاثة أيام، ولا تتوقف فوائد السوبيا في إطفاء عطش الصائم، إذ إنها مفيدة لحصوات المرارة والكلى. ويقول المواطن عادل إبراهيم إن «السوبيا» من أهم المشروبات الرمضانية التي تحرص الأسر على وجودها على مائدة إفطارهم خلال هذا الشهر الكريم، مشيراً إلى أنه يحرص على اقتنائها قبيل موعد الإفطار بقليل، بينما أفاد المواطن أحمد ناصر أنه يقتني «السوبيا البيضاء» بالدرجة الأولى لقيمتها الغذائية، معرباً عن رضاه عن أسعار بيعها التي تتراوح ما بين 5 إلى 7 ريالات للكيس الواحد.