حضرت التهديدات الإسرائيلية للبنان وجهود السلام في المنطقة في حركة المسؤولين اللبنانيين امس، في الجنوب اللبناني الذي زاره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مثنياً على دور قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني ومحذراً من «ان اسرائيل لا تزال تشكل مصدر خطر على لبنان الذي يزعجها استقراره السياسي الأمني والاقتصادي». وفي أنقرة نبه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مضيفيه كبار القادة الأتراك ان «إسرائيل لا تريد السلام»، مؤكداً ان الإرهاب لا يكون بالدفاع عن الأرض بل ان الهجوم على لبنان هو الإرهاب الحقيقي، وداعياً تركيا الى دعم لبنان في مجلس الأمن من اجل الانتقال بالقرار 1701 من وقف العمليات الحربية الى وقف دائم للنار. وتلقى لبنان دعماً سياسياً واقتصادياً وإنمائياً وأمنياً استثنائياً من تركيا، خلال المحادثات التي أجراها رئيس الحريري في أنقرة حيث وقّع الفريق الوزاري المرافق له مجموعة اتفاقات مهمة على أمل توقيع المزيد منها عند زيارة سيقوم بها نظيره التركي رجب طيب أردوغان الى لبنان، يرجح ان تتم في تموز (يوليو) المقبل لتدشين المستشفى الميداني في صيدا. وتميز يوم المحادثات التركية – اللبنانية بإطلاق كل من أردوغان والحريري مواقف سياسية لافتة، لا سيما في شأن عملية السلام واستمرار اسرائيل في خرق القرارات الدولية وعدم تنفيذها وعرقلتها عملية السلام. وشن أردوغان شن هجوماً جديداً على إسرائيل، مشيراً الى ان عدد القرارات الدولية التي لم تطبقها بلغ المئة، داعياً الى إصلاح الأممالمتحدة، معتبراً ان لا قيمة لهذه القرارات ولا معنى لها اذا كانت تُتخذ ولا مجال لتطبيقها. وقال: «إننا لن نبقى صامتين» إزاء استمرار اسرائيل في خرق القرارات الدولية ومنها القرار 1701 في لبنان. وإذ استبق اردوغان بموقفه هذا زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الى أنقرة للقاء نظيره التركي ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو خلال الأيام المقبلة، فإنه أوضح ان وزراء أتراكاً سيزورون اسرائيل وسيلفتون الانتباه الى هذا الموضوع. وشكك أردوغان في نية اسرائيل التوصل الى السلام قائلاً: «أهم شيء هم ان نعرف هل تريد اسرائيل السلام أم لا؟»، متهماً إياها «بقصف غزة وباستعمال القوة المفرطة في وقت نعرف انه ليس هناك قصف من غزة». وامتدح أردوغان «صديقي سعد الحريري» معتبراً زيارته الى سورية مهمة وكشف انه سمع من الرئيس السوري بشار الأسد انها كانت «ناجحة جداً»، وأنه اقترح على الرئيس السوري ان يزور بدوره لبنان «في أقرب وقت». وركز الحريري على ان المحادثات تمت لاتخاذ «خطوات ملموسة»، مؤكداً رؤية مشتركة مع أنقرة «لمنطقة آمنة ومستقرة ومعتدلة ومزدهرة». وقال الحريري انه أبلغ مضيفه بأننا «نتكل على دور تركيا الإقليمي» وإنه يتوقع ان تواصل دورها الإيجابي في محاولة إحلال السلام الشامل. وفيما لفت قول أردوغان ان اسرائيل لا تريد دور تركيا في التفاوض مع سورية «لأن اردوغان طرف» وإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي سيلعب هذا الدور مقابل رفض سورية ذلك وإصرارها على وساطة تركيا، أيد الحريري جهود تركيا والدول الصديقة مؤكداً ان الإرهاب لا يكون بالدفاع عن الأرض بل الهجوم على لبنان هو الإرهاب الحقيقي. وإذ أشار الى تهديدات اسرائيل دعا الى قطع الطريق عليها وعدم إعطائها الذرائع. وقالت مصادر في الوفد اللبناني ان الجانب التركي أبدى تخوفه خلال المحادثات وعلى هامشها من مغامرات اسرائيلية جديدة بعد تكرار التهديدات للبنان. ودعت الى التعاطي مع خطوة إلغاء التأشيرات على انها تمهد لمشروع منظومة اقتصادية إقليمية، وتعاون أمني، كما يراها الأتراك. وأشارت المصادر الى ان الجانب التركي طرح فكرة قيام هيئة تعاون استراتيجي بين البلدين على غرار مجلس التعاون الاستراتيجي بين انقرة ودمشق وأن الجانب اللبناني أجاب بأنه سيدرس الفكرة. وكشفت المصادر ان أردوغان ابدى استعداد بلاده لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي. وتوج الحريري لقاءاته الرسمية في العاصمة التركية مساء امس بلقاء الرئيس عبدالله غل في حضور اعضاء الوفد الوزاري اللبناني، وكان الحريري زار عصراً والوفد المرافق مجلس النواب التركي وفي سياق المصالحات الداخلية، التقى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط أمس رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون في الرابية وقال ان هذا اللقاء هو «الأخير» في «لقاءات المصالحة والمصارحة». واضاف: «كان اللقاء الأساس العام 2001 عندما توّج البطريرك مار نصر الله بطرس صفير مصالحة الجبل ... ومنذ ذلك الوقت وضعنا المدماك الأساس للمصالحة في الجبل».