طال البحث بالدكتور توفيق القصير عن مكونات وبواعث السعادة في داخل الإنسان وليس من خارجه، وأصبح يتساءل: لماذا يشقى الإنسان بينما هو يبحث عن السعادة؟ ويضيف: «كانت بعض العوارض المرضية والأزمات النفسية لكثير ممن أعرفهم من الأصدقاء والأقرباء والجيران وزملاء الدراسة، ولا سيما من الشباب والشابات، مبعثاً لاهتمامي. وقد وجدت أن التعاسة بدل السعادة تزداد طردياً مع نجاحات الإنسان المرحلية ومساعيه في البحث عن الثراء والمنصب والسلطة. وقد أدركت أن الإعلام ولا سيما الإعلام الأميركي ثم الغربي قد قام (ربما من دون قصد) بشحن الشباب بصورة مبالغة للبحث عن الغنى والثراء، وأصبح يضرب للشباب الأمثال بشخصيات قد حصلت على ثروات طائلة وتقلدت مراكز قيادية، وحصلت على السلطة خلال سنوات قليلة» . ويزيد الدكتور القصير «وكان هذا باعثاً قوياً لتنامي هموم الفرد وازدياد الضغوط اليومية عليه، في مشواره لتحقيق النجاح والبحث عن الثروة بالطرق المختصرة، وقد ولّد هذا المسعى أزمات مالية ونفسية واجتماعية وكوارث كثيرة للشباب». ويتابع: «وأحسبني توصلت إلى ما أظنه طريقاً للسعادة، بتطوير نظرية جديدة لدوافع السعادة في دخل الإنسان، من خلال تدافع أضلاع مثلث القوى الافتراضي المتحكمة في هذه الدوافع، وهي: قوة الجسم والعقل والروح، وكيف أن هذه الدوافع تنعكس على السلوك الخارجي للإنسان. والذي يلاحظ عليه ظاهراً، وكيف أن السعادة منبعها داخلي، وهي تتكون وتفيض خارج الإنسان على شكل هالات كهرومغناطيسية تعكس مدى الرضا والطمأنينة والصحة البدنية والعقلية والروحية للإنسان. وقد طورت برنامجاً مرفقاً بكتاب: «فن الاستمتاع، كيف تكون سعيداً وناجحاً وقوياً». هذا البرنامج يقوم بإظهار هالات الإنسان بعد الانتهاء من الإجابة على 60 سؤالاً، تم إعدادها وتوظيفها في برنامج كومبيوتر متطور». وعن المدة التي استغرقها لنظرية يقول : «استغرق مني تطوير هذه النظرية حوالى 8 سنوات، أدعي أني وصلت بعدها بصورة غير مسبوقة إلى تطوير مثلثي الدوافع والسلوك الذي هو منبع السعادة الداخلية للإنسان، وينشأ من أعماقه، ولا يأتيه من خارجه، كما ذهبت بعض الفلسفات. واعتمدت في تطوير هذه النظرية على خلفيتي العلمية في الكهرباء، والفيزياء النووية، وعلوم الطاقة». ويختم بقوله:«وأنا في غاية السرور عندما يتواصل معي عشرات القراء من الجنسين، يبدون سعادتهم واستفادتهم من هذا الكتاب، من خلال التحليل الرقمي والكمي لهالاتهم، وما يجدونه من توصيات وملاحظات لتحقيق المزيد من السعادة والاستمتاع بحياتهم اليومية وما يقومون به من أعمال. وهذا مصدر سعادة وغبطة عظيمة لي، أن وفقني الله لمساعدة الآخرين على تحقيق ما يبحثون عنه من سعادة وطمأنينة ورضا، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».