أطلقت المديرية العامة للسجون في المملكة أول من أمس اللباس الموحد لنزلاء السجون للمرة الأولى، والذي يتكون من قميص وبنطال (يونيفيرم) باللون الأزرق، وذلك في إصلاحية جدة الجديدة، التي بدأت بنقل المساجين المحكوم عليهم إليها. جاء ذلك خلال تدشين إصلاحية جدة (شمال المحافظة) الاجتماع السنوي التاسع لرؤساء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم « تراحم»، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية والمدير العام للسجون في المملكة. وأوضح المدير العام للسجون في المملكة اللواء إبراهيم الحمزي ل«الحياة» أن إطلاق اللباس الموحد لنزلاء السجون يأتي تنفيذاً لأوامر القيادة الرشيدة، إضافة إلى تطوير منشآت السجون في مناطق المملكة كافة. وقال إن إدارة السجون تعمل ضمن شراكات عدة في برامج متنوعة لمؤسسات المجتمع المدني، إذ تستغل المناسبات العامة، مثل سوق عكاظ وغيره، في البيع والترويج لمنتجات المساجين ذكوراً وإناثاً، ويتم الاستفادة من عائد تلك المنتجات للمساجين. وأكد أن سجون المملكة كافة تطبق أعلى المعايير في الأنظمة الأمنية والقانونية بإدارة السجون، واستخدام التقنيات الحديثة من كاميرات مراقبة وغيرها، إذ تحرص أيضاً على سلامة المساجين من أي خطر، وأهمها سلامة الفكر، والبعد عن الأفكار الضالة والسيئة، وتطبيق أنظمة حقوق الإنسان الدولية بما يتفق مع الشريعة الإسلامية. وبيّن الحمزي أن تصنيف المساجين في السعودية يتم بحسب القضايا، إذ لا يوجد تصنيف متفق عليه في العالم بين المساجين، مضيفاً: «كل بلد يصنف نزلاء السجون بحسب أنظمته، فالسعودية تصنف بحسب القضايا، وغيرها من البلدان تصنف بحسب الأسبقية في السجن، أو الأكثر عنفاً، وهكذا يتم التصنيف». ولفت إلى أن التكلفة الإجمالية لإنشاء إصلاحية جدة الجديدة بلغت بليوناً و400 ألف ريال، والتي ستكون للمسجونين الصادرة بحقهم أحكام قضائية، وتتسع نحو 7200 سجين، إذ تضم صالة للأنشطة الرياضية اليومية وصالة الطعام والمعيشة وساحة للتشمس، روعي في تصميمها الطرق الحديثة، وكذلك تجهيزها بأجهزة حديثة، لشغل أوقات السجناء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، فيما سيبقى سجن بريمان للموقوفين، مشيراً إلى أنه يتم إنشاء محكمة داخل سجن بريمان، للبت في قضايا الموقوفين. من جهته، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، أن السجون هي التأهيل الأخير للأفراد المخطئين من المجتمع، والتي تحرص الدولة على أن يستفيدوا من تجربتهم في السجون، إضافة إلى أن يكونوا فاعلين ومنتجين في مجتمعهم أثناء قضاء محكومياتهم، وذلك عبر الأنشطة المقامة في السجون. وأضاف: «هدف اللقاء هو توثيق الفكر وتعزيز التواصل للخروج بمشاريع للسجين، للعمل في المجتمع، والانتقال من الرعوية إلى التنموية، ومن الحاجة إلى الإنتاج، وهذا ما تسعى إليه لجنة تراحم المعنية بأسرة السجين، تنمية الأسرة وتحويلها في أشد ظروفها إلى أسر منتجة».