عبر المسرحي عبدالعزيز السماعيل عن امتعاضة من«القطيعة بين المثقفين السعوديين والمسرح، وعدم إيمانهم واعترافهم به»، مشيراً إلى عدم حضورهم الفعاليات المسرحية التي يقيمها مهرجان «الجنادرية»، منذ نحو 20 عاماً». وقال في مداخلة على ورقة قدمها الكاتب عبدالله الوصالي حول مسرحيته «موت المغني فرج» في مقهى «نادي الشرقية الأدبي» أخيرا: «إن الوسط الأدبي يستطيع دعم المسرح من خلال إبداء الرأي، لكنه يتقاعس عن ذلك». ونوّه السماعيل إلى أنها «المرة الأولى التي يتم فيها تناول نص مسرحي»، مشيراً إلى معاناته من عدم قراءة نصوصه، ما أثر عليه سلباً. ولفت إلى أن هذه التجربة «مضى عليها نحو عقد من الزمن»، مبدياً رضاه عن أداء ممثلي مسرحياته «بشكل نسبي»، مرجعاً السبب إلى «عدم الانسجام بين رؤيتي والرؤية الإخراجية»، مشيداً بأداء إبراهيم الحساوي في المسرحية. وأكد عجز المسرح عن الوصول بالعمل إلى حالة «المأساة». وعزا ذلك إلى جملة من الأسباب، منها «عدم القدرة على طرح كثير من القضايا على المستوى الاجتماعي». فيما انتقد الدكتور مبارك الخالدي «ظاهرة مسرح التصدير، وإعداد أعمال مسرحية، بحسب معايير المسابقات». كما انتقد «تهميش مهرجان الجنادرية للمسرح»، مشدداً على أن «المثقف السعودي يعاني من أمية مسرح، كما يعاني من أمية سينمائية». بدوره، أوجز الوصالي ورقته بالحكمة القائلة «قيمة كل امرئ ما يتقن». وتابع أن «ما يتقنه فرج هو الغناء الجميل، وبالتالي لدى فقدانه هذه الوظيفة فقد معها قيمته، إذ أصبح يبحث عنها، حتى في الموت». وذكر أن مسرحية «موت المغني فرج» «أرادت أن تسمعنا صوته إضافة إلى أصوات آخرين رائعين نصادفهم ربما كل يوم». وأكد أنه «ليس بالضرورة أن يطرح النص الأدبي حلولاً»، مؤيداً وجود «مؤاخذات بسيطة على النص». وأشار القاص فهد المصبح إلى الفرق في التناول بين المسرحية والرواية. وانتقد القاص زكريا العباد المنطلق الذي اتخذه الوصالي في قراءته «ما نتج منه تضييق لها». وشب جدل بين الحضور حول «الزمن المسرحي»، إذ اعتبر الكاتب أحمد سماحة أنه «زمن للإبداع، مجرد ومفتوح، وتأتي أهميته لدى قيامه بوظيفة ما».