طهران، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس أمس، ان الولاياتالمتحدة أعدّت «خطط طوارئ» للتعامل مع إيران، مشيراً الى ان قصف منشآتها النووية «ممكن»، لكنه أمر لا يخلو من تعقيدات. في غضون ذلك، خلصت لجنة برلمانية كلّفها رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني التحقيق في الانتهاكات التي رافقت احتجاجات المعارضة بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 حزيران (يونيو) الماضي، الى تحميل مدعي عام طهران السابق سعيد مرتضوي مسؤولية مقتل 3 متظاهرين اعتُقلوا في سجن «كهريزاك» جنوب العاصمة. وأشار التقرير إلى نقل 147 متظاهراً من سجن «ايفين» الى «كهريزاك» حيث اعتُقلوا لمدة 4 أيام في غرفة مساحتها 70 متراً مربعاً، «مع 30 مجرماً خطراً، وتعرضوا للضرب والإذلال من جانب الحراس». وعزا وفاة المعتقلين الثلاثة الى أسباب عدة بينها تعرّضهم ل «اعتداءات جسدية». لكن التقرير الذي تُلي في جلسة علنية للبرلمان، نفى في شكل «قاطع» تأكيد مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، تعرض معتقلين في «كهريزاك» للإغتصاب. وفي إشارة الى كروبي والمرشح الإصلاحي الآخر مير حسين موسوي، جاء في التقرير: «لو لم ينتهك مرشحان القانون وحرّضا الشعب، لما كنا شهدنا هذه الأحداث المأسوية التي تُلحق العار بالجمهورية الإسلامية». وأضاف: «يجب تحميل المسؤولَيْن اللذين قادا حركة المعارضة للرئيس محمود احمدي نجاد، مسؤولية (ما حصل)، وعلى القضاء ألا يتجاهل تصرفهما». وفي الجلسة ذاتها، حضّ لاريجاني «قادة المعارضة على النأي بأنفسهم عن مثيري الشغب المناهضين للدين والثورة». في الوقت ذاته، قال قائد ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي ان «الشعب ينتقد التعاطي الضعيف للأجهزة الأمنية والقضائية مع مثيري الفتنة»، فيما اعتبر وزير الداخلية مصطفى محمد نجار ان «الإنترنت والفضائيات أصبحت أداة شيطانية بيد العدو، يقوم عبرها بتوظيف استثمارات لحرف الشباب عن الطريق الصحيح». أما نجاد فأكد أن إيران «توشك على تحقيق قفزة عالمية كبرى». وقال في خطاب أمام البرلمان لدى تقديمه مشروع الخطة الخمسية للبلاد، أن «كل المعادلات العالمية تراهن على قدرة الشعب الإيراني في المنطقة». على صعيد الملف النووي الإيراني، قال بترايوس لقناة «سي أن أن»: «سيكون من غير المسؤول تماماً ألا تفكر القيادة الأميركية الوسطى المسؤولة عن المنطقة، في سيناريوات عدة محتملة وان تضع خططاً للرد على مجموعة متنوعة من الأوضاع الطارئة» في إيران. ورفض بترايوس الكشف عن خطط الطوارئ تلك، مشيراً الى أن الجيش الأميركي نظر في الآثار المترتبة على أي إجراءات قد تُتخذ ضد إيران. وذكر أن طهران عززت منشآتها النووية والأنفاق الأرضية، لكنه أكد أنها غير محصنة ضد القنابل. وقال: «قصفها ممكن بالتأكيد. مدى فاعلية ذلك، يختلف باختلاف الجهة التي ستنفذه ونوعية الذخائر لديها وقدرتها على التحمّل». واعتبر ان تسوية الملف النووي الإيراني ديبلوماسياً، لا تزال ممكنة. وقال: «لا يزال هناك وقت قبل بلوغ نقطة حرجة». في المقابل، أكد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن «القوة الصاروخية الرادعة» لبلاده هي «أكبر مما يتصوره الأعداء»، مشدداً على إنها «تستهدف فقأ عين الطامعين أو المعتدين المحتملين». في غضون ذلك، رأى المدير العام السابق ل «المنظمة الإسرائيلية للطاقة النووية» الجنرال عوزي ايلام ان إيران «بعيدة كل البعد عن بناء قدرة (تسلح) نووية»، مرجحاً ألا تتمكن طهران من إنتاج قنبلة ذرية قبل 7 سنوات. ويتعارض رأى إيلام مع تقدير الاستخبارات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة «ذي صنداي تايمز» البريطانية عن إيلام تأكيده ان «وحدها الولاياتالمتحدة» قادرة على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، متهماً أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ب «إشاعة أصوات مرعبة عن إيران». وقال ان المسؤولين الدفاعيين يتعمّدون تضخيم الخطر الإيراني، «بهدف الحصول على موازنة اضخم»، فيما يستغل ساسة ذلك لتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية.