من الطبيعي أن تطلق الدول حملات لجذب السواح إليها، إما أن تكون بريطانيا واحدة من هذه الدول فهذا وجه الغرابة، إذ أطلقت بريطانيا حملة لزيارة ريفها الساحر بما يتميز به من مناظر خلابة تشمل محال وفنادق تناسب جميع الأذواق، ويبدو أن السايح الخليجي سيجد ما يتمناه في الريف البريطاني وأسعار فنادقه المعقولة بخلاف مدينة لندن، وتشير الأرقام إلى أن بريطانيا نجحت في جذب 35,1 مليون سايح، كما تتوقع أن يصل عدد السياح السعوديين إلى 700 ألف سايح. وكشفت هيئة السياحة البريطانية أخيراً، أنه بنهاية النصف الأول من العام الماضي، زار إنكلترا 16.2 مليون سايح، وتتوقع أن يزورها العام الحالي35٫1 مليون زائر في العام ينفقون 22٫2 بليون جنيه استرليني، بزيادة بنسبة 2٫5 في المئة بحجم الزيارات، و4٫5 في المئة في قيمة الإنفاق. وكان فريق الإعلام السياحي الممثل للجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودي قام بزيارة إلى بريطانيا بالتنسيق مع هيئة السياحة البريطانية للاستفادة من التجربة الثرية للسياحة في بريطانيا وبمشاركة إعلاميين سعوديين، وبرئاسة نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف رئيس لجنة الإعلام السياحي الفرعية عبدالرحمن الصانع، وبرعاية من شركة طيران ناس الناقل الرسمي للإعلام السياحي السعودي. ففي اليوم الأول للزيارة تجول الوفد في شوارع لندن بصحبة مسؤولة مكتب تسويق السياحة في هيئة السياحة البريطانية في دبي، إذ عرفتهم على أهم الأماكن السياحية في الطريق لزيارة مقر البرلمان البريطاني، القريب من ساعة «بيج بن»، إذ زار الوفد قصر «وستمنستر» مكان تتويج ملوك بريطانيا الذي بني عام 1556، ثم قطعوا نهر التايمز حتى «لندن إي» أو ما تعرف بعين لندن، وهي ملاصقة لنهر التايمز، والتي تضم عجلة ضخمة استغرق بناؤها 10 أعوام، وتتسع ل 25 شخصاً، وتأخذ الزوار بجولة، وكأنها «كبسولة» دوارة، وحين تصل لأقصى ارتفاع لها يمكنك مشاهدة وسط لندن، ويصل عدد الزوار لهذا الموقع فقط إلى 3,5 مليون سائح كل عام. اتجه الوفد بعدها مشياً إلى محطة المترو للمواصلات الرئيسة، وهي شبكة قطارات عملاقة تحت الأرض تربط أحياء لندن، وبعد ركوب المترو لزيارة برج «شارد»، وهو برج من استثمار للحكومة القطرية وهو أعلى ناطحة سحاب في أوروبا بني على مساحة قدرها 110 ألف متر مربع، ويطل على تعرجات نهر التايمز، وواجهته مكسوة بالزجاج، وفكرة بنائه مستوحاة من صواري السفن التي ترسو على النهر بارتفاع 306 أمتار و77 دوراً، ويضم مكاتب ومطاعم وشقق سكنية تبدأ أسعارها من 5 ملايين إلى 60 مليون جنيه إسترليني، ومطل علوي بالأدوار ال10 الأخيرة، تتيح مشاهدة جميع أحياء لندن. كما تجول الوفد في قصر «باكنجهام» الخاص بالعائلة الملكية البريطانية، الذي يضم 775 غرفة، وهو ملمح معماري جميل بحدائقه وساحاته الخضراء، واطلع على أحد أهم معالم لندن السياحية، وهو متحف الشمع المعروف بمدام «توسو»، والذي يجسد الشخصيات المشهورة عالمياً في السياسة والثقافة والفن والرياضية بصور، ويحرص السياح على أخذ صور تذكارية مع مجسمات الشموع التي لا تفرق عن الشكل الحقيقي للشخصية المجسمة. ومن المواقع التي زارها الوفد «كادبري» وهو أضخم مصنع للشوكولاتة في إنكلترا، وبني في القرن ال17 على يد كادبري وسميت المنتجات باسمه، وكان يجلب خامات الشوكولاتة من غينيا، واستفادت الشركة المالكة بتحويل المصنع إلى مزار سياحي وصل عددهم إلى 4 ملايين زائر سنوياً منهم مليون من أطفال المدارس، لتقوية رغباتهم بحب الشوكولاتة لهذا النوع منذ نعومة أظافرهم وهي بالفعل سياسة تسويقية مدروسة، ومصنع الشكولاتة مقسم إلى أقسام عدة تشمل خطوط الإنتاج التي يمكن مشاهدتها، وتضم الألعاب الإلكترونية للتسلية وتنمية الذكاء، وقصصاً تحكي تطور صناعة الشوكولاتة على مدى أكثر من قرن ونصف القرن من خلال المجسمات المعروضة. فيما زار الوفد متحف مركبات الدفع الرباعي من نوع «رنج روفر» البريطانية، والتي تضم جولة في أرض تم تحويلها إلى تضاريس قاسية لبيان قدرة المركبة على التعامل مع التضاريس الصعبة، كما استمتع الوفد بمشاهدة عشرات الأنواع من المركبات القديمة التي يرجع عدد منها إلى أول مركبة تم صنعها، وكذلك مركبات ذات تصاميم غريبة.