يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في سان بيطرسبورغ، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تطورات الوضع في اليمن وسورية، ومكافحة جماعة «داعش»، إلى جانب العلاقات الروسية - السعودية، وزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأوضح مساعد الرئيس الروسي كبير مستشاريه للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، في تصريحات للصحافيين أمس (الأربعاء) أن «فلاديمير بوتين، سيلتقي ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، خلال مشاركته في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي». وأضاف: «أتوقع أن يتناول اللقاء مناقشة تطورات الوضع في الشرق الأوسط واليمن وسورية، ومكافحة تنظيم داعش، والعلاقات بين البلدين خصوصاً في الجانب الاقتصادي». وقال: «سيُعقد لقاء روسي - سعودي آخر على هامش منتدى بطرسبورغ، بين رئيسي اللجنة الوزارية الروسية - السعودية المشتركة»، مشيراً إلى أنه «سيتم توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية». وأعرب عن أمل بلاده «بأن تعطي اللقاءات بالمسؤولين السعوديين، على هامش منتدى بطرسبورغ، دفعاً فعلياً لتطوير التعاون في عدد كامل من المجالات خصوصاً المجال الاقتصادي». وأشار كبير مستشاري الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، إلى أن «بوتين سيبحث كذلك مع ولي ولي العهد وزير الدفاع التعاون الثنائي بما في ذلك مجالات الطاقة، إضافة إلى أنه سيبحث خلال لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية برنامج إيران النووي». فيما أوضحت مصادر في الكرملين أمس، أن وفد المملكة برئاسة ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي يزور روسيا للمرة الأولى منذ تعيينه ولياً لولي العهد في ال29 من نيسان (أبريل) الماضي، «سيحضر كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنتدى الاقتصادي، ثم سيعقد بوتين وولي ولي العهد، جلسة محادثات خاصة». محللون ل«الحياة»: توجّه الرياض شرقاً يزيد قوتها الاستراتيجية أوضح مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل، أن توجه السياسة السعودية صوب الشرق وتحديداً نحو روسيا، يزيد من تأثير وقوة القرار السياسي السعودي في الساحة الدولية، خصوصاً وأن «موسكو تمثل طرفاً مهماً في معادلة كثير من القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط، ومنها على سبيل المثال الأزمة السورية، وأزمة ملف إيران النووي». وقال في اتصال مع «الحياة» أمس (الأربعاء)، إن «زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، وهي الأولى له منذ تعيينه في نيسان (أبريل) الماضي، تؤكد أن السياسة الخارجية السعودية تتبنى أدوات جديدة قائمة على التنوع، وهو ما يزيد من تأثيرها الإقليمي والعالمي، وهو على ما يبدو توجه تتبناه الرياض في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز». وحول ما إذا كانت الزيارة تحمل ملفات بذاتها، قال اليزل: «من الصعوبة التكهن بطبيعة الملفات التي يحملها ولي ولي العهد، التي سيطرحها على طاولة النقاش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنه يمكن توقع أن اللقاء سيكون شاملاً، خصوصاً وأنه الأول للأمير محمد بن سلمان، مع أكبر قيادة في روسيا، وستكون فرصة مناسبة لتوضيح وتقريب كثير من وجهات النظر بين الرياضوموسكو». من جهته، أعرب أكبر مستشرق روسي فيتالي ناومكين، في اتصال مع «الحياة» أمس، عن «أمله بأن تؤدي زيارة ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، في تقريب كثير من وجهات النظر السعودية - الروسية، خصوصاً وأن البلدين يحتلان مكاناً إقليمياً ودولياً رائداً». وقال ناومكين: «إن الترحيب الذي تبديه الإدارة الروسية بالزيارة، واهتمامها البروتكولي والديبلوماسي، يعكس أهمية الرياض لدى صانع القرار الروسي، وإدراكه يقيناً المكانة المرموقة للسعودية في منطقة الشرق الأوسط، بوصفها رائدة العمل الإسلامي، ويمثل قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز، رمزاً عربياً وإسلامياً كبيراً». وقال ناومكين: «إن اللقاء سبقه لقاء سعودي - روسي، في المنتدى المشترك بين الرياضوموسكو، الذي شهد أمس (الأربعاء) لقاءات متعددة في سان بطرسبورغ، شددت الأطراف المشاركة بها كافة على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين». فيما شدد مساعد السفير الروسي لدى المملكة أرتور لكمانوف، على حرص بلاده على تطوير العلاقات السعودية - الروسية، وقال في اتصال مع «الحياة» أمس إن «زيارة مسؤول سعودي كبير في مكانة ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تعكس قفزة كبيرة في العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى حرص بلاده على توظيف هذه الزيارة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. ووصف لكمانوف الأمير محمد بن سلمان ب«السياسي المحنك المؤمن بقضايا وطنه، والحريص على دعمها وتعزيزها»، مضيفاً أن «موسكو وعلى أعلى المستويات أبدت ترحيباً كبيراً لاستقبالها ولي ولي العهد، وشددت على أهميتها في دفع كثير من القضايا الإقليمية، والدولية نحو آفاق أكثر رحابة». إلى ذلك، قال الخبير في العلاقات الروسية - السعودية قسطنطين دوداريف، في لقاء تلفزيوني أمس: «إن زيارة ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا ولقائه المزمع مع الرئيس فلاديمير بوتين، تأتي بعد حوالى أربعة أعوام من تجميد العلاقات بين موسكووالرياض، على خلفية الأزمة السورية». وأشار الباحث الروسي الذي عمل في المملكة لأعوام عدة - بحسب «روسيا اليوم» - إلى «أن الأمير محمد بن سلمان يشغل مواقع حساسة في أعلى هرم السلطة في المملكة، منها رئاسة لجنة الاقتصاد والتنمية، ووزارة الدفاع، الأمر الذي يضفي على زيارته الأولى لروسيا أهمية استثنائية». وأوضح دوداريف أن «الملفات التي سيتم بحثها أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان، ومدى ارتباط تنشيط العلاقات الروسية - السعودية سيكون لها تأثير إيجابي في كثير من قضايا المنطقة». وقال عبر قناة «روسيا اليوم» إن «الملفات التي من المتوقع بحثها أثناء زيارة ولي ولي العهد ستتضمن سبل التعاون لمواجهة تنظيم داعش، والأزمة السورية».