تعذّرت رؤية هلال شهر رمضان أمس في جميع مواقع الترائي على مستوى مناطق السعودية، ليصبح اليوم (الأربعاء) المكمّل لشهر شعبان، وغداً (الخميس) الأول من رمضان. وانطلقت لجان الترائي في سدير وشقراء والزلفي والطائف مساء أمس للمواقع المخصصة للرؤية سعياً لرصد الهلال، إلا أن جميعها لم تتمكن من رؤيته. وأعلنت المحكمة العليا - في بيان للديوان الملكي أمس - أن غداً (الخميس) يوافق أول أيام الشهر المبارك للعام 1436ه. وحضر الرائي الأشهر عبدالله الخضيري في موقع الرصد الواقع في «العنانية» المجاورة لمركز حوطة سدير (150 كيلو متراً شمال الرياض) في محاولة رصد الهلال - كما جرت العادة السنوية - حتى تم الإعلان عن تعذّر ذلك مع غروب شمس الثلثاء، مسجلاً شهادته على ذلك لدى المحكمة العليا التي كانت قد دعت في وقت سابق أمس الرائين إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان مساء أمس، وإبلاغ من يراه بالعين المجردة، أو بالمناظير، أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أحد المحاكم الشرعية. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، شكّلت سدير الواقعة على بعد 150 كيلومتراً شمال العاصمة السعودية الرياض، وجهة سنوية لسكان المملكة وخارجها، لمعرفة موعد دخول شهر رمضان، وذلك باعتبار أنها تمتاز بوجود أشهر الرائين ممن يتمتعون بقدرة بصرية تختلف عن الآخرين، إضافة إلى معرفتهم بحركة الأهلّة، ومنازل القمر، وإدراكهم لها. ويتمركز مبنى متوسط الحجم في موقع يُطلق عليه «العنانية»، ليجتمع فيه عدد من الرائين، الذين يعدّ أبرزهم عبدالله الخضيري، بغية متابعة حركة الهلال، وتحديداً خلال فترتي الشروق والغروب، إذ تمتاز «العنانية» بارتفاعها عن سطح البحر مقداراً مناسباً للرؤية، إلى جانب تمتعها بأجواء صافية وخلوّها من العوالق الترابية أكثر من بعض المدن الأخرى ضمن الإقليم، ويركز الرائي نظره نحو السماء بالعين المجردة، فإن رأى الهلال أخبر من معه ليشاركوه الرؤية، ليتم بعد ذلك تثبّت المحكمة وتسجيل الشهادة من خلال مندوبها الذي يكون عادة برفقة الرائين.