حالت العوالق الترابية في أجواء سدير ومدنها دون رؤية هلال رمضان لهذا العام 1434ه، إذ أعلنت المحكمة العليا مساء أمس عن تعذّر رؤية الهلال، ما يعني أن اليوم (الثلثاء) هو المكمّل لشهر شعبان. وكانت لجان الترائي المنتشرة في عدد من مدن المملكة مثل حوطة سدير وشقراء والقصيم والطائف والحريق وغيرها بدأت بالترائي قبل وقت الغروب بساعات، إلا أن موجات الغبار التي تعرّضت لها أجواء المملكة خصوصاً المنطقة الوسطى أوحت بصعوبة الرؤية منذ وقت باكر، وازداد الأمر صعوبة مع غياب قرص الشمس قبل ساعة من وقت الغروب بسبب الغبار وكثافة الأتربة. وتتجّه الأنظار سنوياً إلى مدينة حوطة سدير تحديداً، نظراً لاحتوائها على موقع مخصص للرصد، ولوجود أشهر الرائين بالعين المجردة هناك، يأتي أبرزهم عبدالله الخضيري، إذ بدأت عملية الترقّب للهلال عند حوالى الساعة الرابعة عصراً، بوجود ممثّل عن مركز حوطة سدير ومندوب من المحكمة وكذلك مندوب من المحكمة العليا في الرياض، منتظرين أن تخلو السماء من الغبار، وبالتالي تتضّح رؤية الهلال، إلا أن الغبار كان مستمراً، وبالتالي قيام اللجنة بتسجيل تقريرها لدى محكمة حوطة سدير، وإفادتها بتعذّر رؤية الهلال. وكانت «الحياة» خاطبت المحكمة العامة في حوطة سدير في شكل رسمي، لحضور عملية الرصد، إلا أنها لم تتجاوب، فيما تأخرت المحكمة العليا في إعلانها بأن اليوم هو الثلاثين من شعبان، لإمكان تلقيها شهادات بعض الرائين في مختلف مناطق المملكة. وتظهر في كل عام بعض الخلافات بين الأشخاص راصدي الأهلة بالعين المجرّدة أمثال الخضيري، ونظرائهم الفلكيين الذين يعملون على الرصد الآلي بواسطة جهاز «التلسكوب»، إذ لا يتفق الفريقان في بعض الأعوام على رؤية محدّدة، ويمتد الأمر إلى التشكيك المتبادل في قدرة كل طرف على الرؤية الصحيحة، وهو ما أسهم في إيجاد حال من التباين النسبي لدى الكثير من الناس في الأخذ بالقولين. وكان فلكيون اعتبروا أن اقتناع الكثيرين بشهادات الرائين وتجاهلهم لما توصّلت إليه أجهزة الرصد الفلكي تقلّل من عمل الأقسام الفلكية في الجامعات والجهات المختصة في الفلك، لاسيما أن الرائين بالعين المجرّدة في غالبهم غير متخصصين أكاديمياً في هذا الشأن، ما يعني أن رؤيتهم قد تفتقر إلى الدقّة.