احتج لبنان لدى الولاياتالمتحدة على الأنباء عن أن الإجراءات الأمنية التي ستتخذها واشنطن حيال المسافرين اليها ستشمل اللبنانيين، من بين رعايا 14 دولة أخرى، بعد محاولة تفجير الطائرة الأميركية قبل أسبوعين. كما احتج لبنان على قانون أصدره مجلس النواب الأميركي بمعاقبة شركات الأقمار الاصطناعية التي تبث مواد إعلامية تحض على الكراهية ضد الولاياتالمتحدة. وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ملاحظاته على هذا القانون خلال لقائه وفداً من مجلس النواب الأميركي برئاسة النائب إلسي هاستينغز، فيما بعث رئيس المجلس النيابي نبيه بري برسالة الى رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أكد فيها ان هذا القانون «يشكل انتقاصاً لسيادتنا وسيادة الكثير من الدول». وأبلغ سليمان الوفد الأميركي النيابي قلق بلاده من قرار شمول لبنان بإجراءات التفتيش الاستثنائية للمسافرين، وأكد للوفد أن الإجراءات الأمنية المتخذة في مطار بيروت «جيدة ولبنان ينعم بالهدوء والاستقرار الأمني». وأعلن وزير الإعلام اللبناني طارق متري أمس، أن السفير اللبناني في واشنطن قدم احتجاجاً في الخارجية الأميركية على شمول لبنان بالإجراءات الأمنية الجديدة فقيل له إنه لم يصدر بلاغ رسمي في ذلك الى الآن. ورأى أن هذه الإجراءات تعزز العنصرية. وزار بيروت مساء أمس في إطار جولة على عدد من دول المنطقة السيناتور الجمهوري جون ماكين (المرشح السابق للرئاسة الأميركية) واجتمع مع الرئيس سليمان لبحث المستجدات في لبنان والمنطقة وعملية السلام في المنطقة. ويرافق مكاين اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي هما جون باراسو وجون تيون. وكرر سليمان أمام ماكين موقفه من التدابير التي تنوي الإدارة الاميركية اتخاذها حيال المسافرين اليها من لبنان، مجدداً التأكيد أن لبنان ينعم بمناخ من الهدوء والاستقرار وأن التدابير المتخذة في المطار جيدة جداً وأثبتت فاعليتها. كما طلب إعادة النظر بالقرار القاضي بمنع بث بعض القنوات التلفزيونية ومنها قناة «المنار» (التابعة ل»حزب الله»)، مشيراً الى ان موضوع الحريات الإعلامية والدفاع عنها هي ميزة أساسية للبنان واحترامه حرية التعبير، ولافتاً الى أنه أعطى توجيهاته للمعنيين في لبنان والسفراء في الخارج لمتابعة هذا الموضوع. وأكد سليمان ان الوضع مستتب على الجانب اللبناني من الحدود الجنوبية حيث يطبق لبنان القرار 1701، داعياً المجتمع الدولي وفي طليعته الولاياتالمتحدة الى الضغط على اسرائيل لتطبيقه والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف خروقاتها الجوية والبحرية وتهديدات مسؤوليها المستمرة ضد لبنان. ونوه ماكين من جهته بطريقة «قيادة سليمان الأمور وإدارتها منذ كان في قيادة الجيش ومنذ انتخابه»، مشيراً الى أن «الدليل على ذلك حال الاستقرار والازدهار التي ينعم بها لبنان وهذا عامل مشجع لمواصلة المساعدة على مختلف المستويات وفي شتى المجالات». وتمنى ماكين أن «يشهد لبنان مزيداً من التقدم كي يبقى دولة ديموقراطية». ويأتي هذا التحرك الأميركي المكثف في اتجاه لبنان وعدد من دول المنطقة لاستطلاع الوضع في لبنان في وقت فشلت اتصالات الأممالمتحدة مع إسرائيل لتنفيذ إسرائيل الانسحاب الموعود من الجزء الشمالي من بلدة الغجر الحدودية والذي يقع ضمن الأراضي اللبنانية، وهو انسحاب كانت واشنطن تأمل بحصوله قريباً. إلا أن اجتماع قائد قوات الأممالمتحدة في الجنوب كلاوديو غراتسيانو أول من أمس مع المسؤولين الإسرائيليين لم يسفر عن نتيجة عملية في هذا الصدد. وشدد ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في لبنان مايكل وليامز الذي التقى وزير الدفاع الياس المر ثم الأمانة العامة «لقوى 14 آذار»، على أن قرية الغجر مشمولة بالقرار الدولي الرقم 1701 وأن الجهود ستتواصل لتحقيق الانسحاب. كما أكد ضرورة المضي في تنفيذ ما لم ينفذ من القرارات الدولية. وكانت «يونيفيل» (القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان) والجيش اللبناني بدآ أمس مناورة عسكرية كبيرة، مشتركة تستمر 5 أيام للتدرب على مواجهة عدو مشترك في منطقة الناقورة، في وقت كثفت «يونيفيل» مع الجيش دورياتها المشتركة في القطاع الشرقي، مقابل زيادة الجيش الإسرائيلي تحركاته عقب اكتشاف كمية متفجرات قبل يومين في الجانب اللبناني وضعت في صناديق. وعلى الصعيد الداخلي، شهد العمل على إعداد آلية للتعيينات الإدارية في مراكز الفئة الأولى أمس تقدماً، إذ اجتمع وزير التنمية الإدارية محمد فنيش مع الرئيس بري في حضور المعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين الخليل والمعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل ووزير الشباب والرياضية علي عبدالله. وقالت مصادر المجتمعين إن الهدف هو تنسيق الموقف من أفكار الآلية تحضيراً لتصور نهائي في شأنها. وأوضحت المصادر ان إنضاج الآلية يتقدم ويفترض أن يعرض فنيش ما توصل اليه في شأنها على الرئيس سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري – في اجتماع معهما قريباً، ليصار بعدها الى مناقشتها وإقرارها في مجلس الوزراء، ومن ثم بدء إجراءات اختيار الأشخاص للمراكز التي تحتاج الى تعيينات (79 مركزاً). وكان الحريري أعلن أمس أثناء وضعه حجر الأساس لمشروع خيري قطري في مدينة صيدا أن «العالم العربي يواجه تحديات كبيرة لا يمكن مواجهتها إلا بالمزيد من التقارب بين الحكومات العربية». من جهة ثانية، أوقفت السلطات اللبنانية مواطنة عراقية لدى محاولتها دخول مطار بيروت الدولي، بموجب مذكرة صادرة عن الأنتربول، بحسب ما أفاد مسؤول أمني وكالة «فرانس برس» أمس. وأوضح المسؤول رافضاً الكشف عن هويته ان جهاز الأمن العام اللبناني «أوقف مواطنة عراقية كانت تحاول الدخول الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، بموجب مذكرة بحث وتحر من الأنتربول وبناء على تنسيق أمني بين العراق ولبنان»، مشيراً الى «ان التحقيقات جارية في الموضوع». وفي العراق، ذكرت قناة «العراقية» التلفزيونية الرسمية ان السلطات اللبنانية ألقت القبض على عراقية «مطلوبة للقضاء بتهمة اختلاس مبلغ لا يقل عن 15 مليون دولار من أمانة بغداد»، مشيرة الى أن المرأة المذكورة موظفة في الأمانة.