كشفت مسؤولة في مجلس محافظة ذي قار (390 كلم جنوب بغداد) عن انتهاكات لحقوق السجينات في سجن بغداد للنساء، ونُقل بعضهن من سكان محافظات بعيدة، مثل صلاح الدين وديالى، الى سجن الناصرية للنساء (جنوب) للتغطية على الانتهاكات التي تعرضن لها برفقة اطفالهن وإقدامهن على محاولة حرق السجن احتجاجاً على الممارسات السيئة بحقهن. وقالت عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة ذي قار حميدة علي ل «الحياة» إنها زارت السجن الإصلاحي في المحافظة، الذي يضم نحو 40 سجينة نقل بعضهن من احد سجون بغداد قبل نحو أسبوع. ولاحظت حميدة ان «بعض النزيلات تعرضن إلى اضطهاد وتعذيب أثناء وجودهن في سجون بغداد قبل نقلهن كعقوبة إلى سجن محافظة ذي قار»، مشيرة الى ان «بعض السجينات لديهن أطفال تتراوح أعمار بعضهم بين ثلاثة أشهر وسبع سنوات». ولفتت الى «تعرض الأطفال أيضاً للضرب، وأن أحد الاطفال تعرض للحرق نتيجة أعمال الشغب في سجن بغداد في وقت سابق». وأشارت حميدة إلى أن «أعمال الشغب في سجن بغداد حصلت بسبب الضغوط التي تعرضت لها السجينات والاضطهاد الذي واجهنه هناك». ونقلت عن إحدى السجينات قولها إنهن «حاولن في إحدى المرات حرق سجن بغداد، ما دفع بإدارة السجن إلى نقلهن إلى محافظة ذي قار». ولفتت الى «تدهور وضع السجينات في سجن ذي قار، لأن غرفه صغيرة الحجم ولا يمكنها أن تضم هذا العدد الكبير من النزيلات»،إضافة الى أنه «يضم سجينات إيرانيات وأفغانيات». وانتقدت حميدة العقوبات المتبعة في السجون العراقية والمتمثلة بالنقل، وقالت إن «نقل بعض النزيلات في سجن ذي قار من محافظات ديالى وصلاح الدين (شمال) وهي أماكن بعيدة من ذي قار، يزيد من صعوبة زيارة ذويهن، ويؤدي بالتالي إلى تدهور الحالة النفسية للسجينات كما هو واضح عليهن الآن». ولفتت الى ان «الفساد الإداري مستشر في سجن الكاظمية للنساء في بغداد»، مشيرة الى «إدخال بعض الحارسات الحبوب المخدرة للسجينات فضلاً عن التهاون في إدخال الممنوعات مثل أجهزة الهواتف الخليوية». وأكدت عضو مجلس ذي قار أنها خاطبت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان في هذا الشأن، وطالبت بمعاقبة السجينات، في حال حدوث أعمال شغب، ب «حجرهن في بغداد وليس نقلهن إلى محافظات بعيدة، خصوصاً الأمهات منهن والمرتبطات بأولاد وعائلات». وأضافت ان «الحكومة المحلية في ذي قار ستقوم بحضانة الأطفال ما فوق الثلاث سنوات لكل السجينات اللواتي نقلن إلى المحافظة كي لا يتعرضوا للخطر أثناء بقائهم في السجن». وأوضحت أن «سجن ذي قار يضم سجينات عراقيات وأجنبيات، نقلن من محافظات أخرى كعقوبة، محكومات بجرائم مختلفة منها الإرهاب والقتل والدعارة».