تترقب الشواطئ السعودية على الخليج العربي تأثيرات إعصار «أشوبا» المتوقع أن يضرب خلال الساعات المقبلة السواحل العُمانية المُطلة على بحر العرب. إلا أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قللت من خطورته على شواطئ المملكة وبقية دول الخليج، باستثناء عمان، وإن أقرت بتأثيرات «محدودة» ربما تطاول الإماراتوقطر، وارتفاع الموج في سواحل المملكة. إلا أن صيادين في المنطقة الشرقية عبروا عن خشيتهم من إعصار «أشوبا»، لافتين إلى أن السفن الصغيرة الموجودة في عرض البحر ربما تتأثر به، على غرار ما حصل خلال الإعصارين «غونو» و»فيت» اللذين ضربا السواحل العمانية في الأعوام الماضية. إلا أن «أشوبا» لا يزال يتشكل، مراوحاً بين البقاء عاصفة مدارية أو التحول إلى «إعصار»، يثير مخاوف الصيادين. ويقيس الصيادون ومرتادو البحر الإعصار «أشوبا» بسابقه «غونو»، الذي كانت نتيجته ارتفاع الأمواج في الخليج العربي، بعد أن ضرب سواحل سلطنة عُمان. وأكدت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية آنذاك أنه «لا توجد أية مؤشرات خطرة على الصيادين والقوارب من ارتفاع الأمواج، وسيزول خلال ال24 ساعة المقبلة». ونصح مهتمون ب «اتباع إرشادات السلامة، سواء للصيادين داخل البحر أم المتنزهين على الشواطئ، وعدم الابتعاد كثيراً عنها وتوخي الحذر». بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، في تصريح إلى «الحياة» عصر أمس: «إن موسم الصيف هو فترة مناسبة لتكون الأعاصير في البحار المفتوحة، وهذا أمر طبيعي»، لافتاً إلى أن «سلطنة عمان تطل على بحر مفتوح، وهي الوحيدة من دول الخليج العربي التي تتأثر بالأعاصير على غرار ما شهدناه في إعصار «غونو». وأضاف القحطاني: «هناك فرصة الآن لتكوّن إعصار جديد ربما يحل على عُمان في الساعات المقبلة»، موضحاً أن «قوة الإعصار تُبنى على قوة وسرعة التيارات الهوائية، وربما تستكمل هذه الحالة لتكون عاصفة مدارية حتى نهايتها أو تتحول لإعصار، ولا نزال نراقب الوضع». وأضاف القحطاني: «بمجرد وصول الإعصار البحري إلى اليابسة يتحول إلى عاصفة مدارية، وتخف قوته تدريجياً، فتكون هناك أمطار غزيرة، نتيجة لذلك». وعن مدى تأثر دول الخليج بالإعصار «أشوبا»، قال: «لن يكون هناك تأثير عال جداً، وربما ينتج عنه أمطار في الإمارات العربية المتحدة، وربما تهطل على أجزاء من قطر، نتيجة تحول الإعصار إلى عاصفة مدارية»، مستدركاً بالقول: «إن تأثير الإعصار نفسه على دول الخليج ضعيف، لأن الإعصار بحري، ودول مجلس التعاون تطل على الخليج العربي، وهو خليج شبه مغلق والعمق فيه ضحل، لهذا لا يعطي مجالاً لتكون الأعاصير، وربما يؤثر في عملية المد بنسبه بسيطة». وأكد المتحدث باسم «الأرصاد»، أنهم يتابعون الحال الجوية عامة، والتي «من المحتمل أن تؤثر على المملكة، ونقوم بإعداد التقارير اللازمة حول سرعة الرياح ودرجات الحرارة، ونتولى إبلاغ الجهات ذات الاختصاص، مثل حرس الحدود، والدفاع المدني، والمرور، والبحرية الملكية، وهي الجهات التي تتعامل مع الحالة ميدانياً، لاتخاذ الإجراءات اللازمة». وفي الإمارات، أوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية أمس، أنه «ظهر من خلال خرائط الطقس الحالية، وصور الأقمار الاصطناعية إضافة إلى تقارير الأرصاد الصادرة من المراكز الإقليمية المختصة، تحرك المنخفض المداري المتعمق ببطء في اتجاه الشمال والشمال الغربي، من موقعه في شرق بحر العرب، خلال الساعات الماضية. والخرائط تشير إلى استمرار تحرك المنخفض باتجاه الشمال، والشمال الغربي، مع تعمقه إلى عاصفة مدارية خلال الساعات ال24 المقبلة». فيما يتمركز حالياً على خط عرض 17.5 شمالاً، وخط طول 67.5 شرقاً. كما يبعد مركز المنخفض المداري المتعمق حالياً عن جزيرة مصيرة العُمانية حوالى 970 كيلومتراً، وتقدر سرعة الرياح السطحية حول مركزه ما بين 50 - 60 كم الساعة». ونوه المركز بأنه «يتابع هذه الحالة وسيوافي بآخر التطورات في حينها، إذ من المعروف أن مثل هذه الحالات الجوية، يطرأ عليها تغيرات سريعة أحياناً». كما أعلنت مصادر الأرصاد في سلطنة عمان عن «تحوّل الحال المدارية في بحر العرب إلى عاصفة مدارية أُطلق عليها اسم «أشوبا».