نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس وجود تباين بين القراءتين المصرية والفلسطينية للموقف الأخير من استئناف المفاوضات الذي أبلغه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما الأسبوع الماضي، ووصفه عباس بأنه «ضبابي» فيما اعتبرته القاهرة «تطوراً». ورداً على سؤال ل «الحياة» عما إذا كان هناك تباين بين القراءتين المصرية والفلسطينية للموقف الاسرائيلي، قال عباس خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف القطرية في الدوحة أمس: «لا يوجد تباين... المصريون سمعوا كلاماً من إسرائيل وأنا قلت إنه ضبابي وأريد حقيقة الموقف حتى أبني عليه، أنا لا أبني على الوهم. قلت رأيي، وسنتفاهم حين يأتي النص واضحاً». وشدد على أن «هذا لا يختلف مع رأي مصر، بل على العكس، ستحمل مصر هذين البندين لتتحدث فيهما مع الأميركيين» خلال زيارة وفد وزاري مصري لواشنطن الجمعة المقبل. وأشار إلى أن «الأميركيين يريدون إعادتنا إلى المفاوضات مع إسرائيل... لكن إذا لم يوقف الاستيطان ولم نعرف مرجعية للمفاوضات، فلا عودة إليها». ولفت إلى أن محادثاته مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس تناولت العلاقات الثنائية وموضوع المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» وقضية استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأنه طرح على الدوحة إقامة مشروع تحلية مياه في رفح المصرية لتغذية غزة بأنابيب مياه نظيفة بدلاً من المياه الملوثة بنسبة 99 في المئة التي تصلها حالياً. ورداً على سؤال ل «الحياة» عما إذا كان هناك دور قطري في المصالحة بين «فتح» و «حماس» في ظل علاقات الدوحة مع الطرفين، قال عباس مازحاً إن علاقة قطر «مع حماس أكثر... تحدثنا كثيراً مع الأمير عن المصالحة، وقلت إن رأينا أن توقع حماس (اتفاق المصالحة) ونذهب إلى الانتخابات، وقيل، وليس من سمو الأمير، أن حماس لا تريد انتخابات، فقلت إذاً لماذا المصالحة». وأضاف: «أتمنى أن يكون هناك جهد وحراك عربي من أجل المصالحة الفلسطينية... كل جهد من السعودية وسورية ومصر وقطر هو جهد مشكور، وأنا سعيد أن العرب يتحركون من أجل المصالحة الفلسطينية». وأقر بوجد خلافات مع قطر في شأن بعض القضايا، بينها الإعلام، لكنه قال إنه لا يفرض على قطر سياستها أو سيادتها «ولا أقبل قطيعة بيني وبين قطر التي قضيت فيها أحلى أيام عمري» عندما كان يعمل في الدوحة في الخمسينات. وأضاف: «نحن مختلفون على جانب، ونبحث عن القواسم المشتركة لنقرها ونضيق الخلافات... نبحث عن القاسم المشترك ولا نعمل على تعميق التوتر كما تفعلون أنتم في صحافتكم». وكان عباس استهل حديثه بتوجيه انتقادات إلى الصحافة القطرية «لانحيازها» وقناة «الجزيرة» إلى «حماس» ضد السلطة الفلسطينية. وعاتب الشيخ يوسف القرضاوي الذي أفتى برجمه في مكةالمكرمة «عقاباً على الجرم الذي ارتكبه» حين وافقت السلطة على إرجاء مناقشة «تقرير غولدستون» في مجلس حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة. وتساءل: «لماذا لم يتراجع عن فتوى الرجم (بعد ما اتضحت الحقيقة)... لا يجوز للشيخ القرضاوي، وهو من أعظم رجال الفكر الإسلامي، أن يبني فتوى على إشاعات». وحين سُئل عن الجدار الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة، قال إنه «جزء من السيادة المصرية... إغلاق الأنفاق سيادة مصرية. مصر تمنع تهريب السلاح والويسكي والسجائر والسيارات، أما المواد الغذائية فتذهب إلى غزة». وسُئل عن الفساد في السلطة الفلسطينية، فقال إن «هذا كان في الماضي، وأتحدى أن تكون هناك قضية فساد منذ ثلاث سنوات.