توشّح الهلال أغلى وأثمن الألقاب عندما تسلّم من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم أمس كأس الملك، إثر تغلّبه على غريمه التقليدي النصر بركلات الترجيح بنتيجة (8-7)، بعد مباراة ماراثونية احتضنها ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة، وكانت الأشواط الأصلية والإضافية انتهت بهدف لمثله، سجل للنصر أولاً محمد السهلاوي (95)، وعدّل للهلال محمد جحفلي(120). ظهرت رغبة الفريقين في إحراز هدف باكر لطريقة اللعب المفتوح الذي انتهجه مدربا الفريقين، لكن سرعان ما نجح الفريق الهلالي في السيطرة الميدانية والاستحواذ الكامل بفضل تسلّم لاعبي وسطه تياغو نيفيز وسلمان الفرج ونواف العابد، فضلاً عن التنظيم في صفوفه وتضييق المساحات والضغط على لاعبي الفريق المنافس، في المقابل عاب على النصر حال من التوهان والارتباك والتباعد بين صفوفه الثلاثة ما أبعد النصر عن خطورته، ليشن الفريق الهلالي هجمات عدة شكلت خطورة بالغة على مرمى منافسه كادت أن تسفر عن أهداف جاءت البداية من تسديدة نيفيز، وتلتها فرصة عندما أرسل نيفيز كرة ساقطة لناصر الشمراني تدخل حارس مرمى النصر حسين شيعان في الوقت المناسب. وتوالت الفرص الهلالية وسط تراجع من لاعبي النصر والاعتماد على الهجمات المرتدة، لينجح الحارس النصراوي في التصدي لتصويبة نيفيز القوية (9)، وأهدر اللاعب ياسر الشهراني الذي كان نقطة انطلاق لهجمات الهلال فرصة تعد من أثمن فرص اللقاء، إذ أرسل له نواف العابد كرة رائعة لم يتعامل معها بشكل جيد لينقذ شيعان مرمى فريقه من هدف هلالي (11)، ونوّع الهلاليون من هجماتهم وسط سيطرة كاملة في الاستحواذ مُركّزين في الانطلاق من طريق الأطراف، إلا أن الاستعجال في الوصول إلى المرمى أبطل محاولاتهم، ذلك التفوّق الميداني أجبر إيقاف أية هجمة من طريق حسين عبدالغني. وبعد مرور ربع ساعة من الشوط الأول، تحسّن أداء الفريق النصراوي ليتقاسم مع نظيره السيطرة والاستحواذ بعد تحركات أدريان وفابيان الفردية، وجاءت أولى المحاولات النصراوية من أدريان الذي تمكّن ياسر الشهراني من إبعاد الكرة (18)، وسدّد أدريان كرة ثابتة مرت بجوار القائم الأيمن للمرمى الهلالي، وتوغّل عمر هوساوي وعوض خميس بكرة من الجهة اليمنى كمحاولتين نصراويتين لم تسفر عن شيء، وانحصر بعدها اللعب في معظم مجرياته في منتصف الملعب مع أفضلية هلالية، وسنحت فرص هلالية عدة، كان أبرزها فرصة الكرة العرضية لياسر الشهراني، التي كاد أن يودعها مدافع النصر محمد عيد بالخطأ في مرماه (31). وفي ظل الهيمنة الفنية للفريق الهلالي في هذا الشوط لم يرتق أداء النصر، إذ واصل إغلاق منافذه المؤدية إلى مرماه متكتلاً في منطقة مناورته، نتيجة الضغط الهجومي الهلالي، ما جعل النصر يعمد إلى اقتناص الهجمات المضادة، وجاءت رأسية الكوري كواك واحدة من الفرص الثمينة المتاحة للهلال، إلى جانب اعتلاء تصويبة نيفيز للكرة الثابتة من على خط منطقة ال18 (36)، وجاء أول وصول نصراوي إلى مرمى خالد شراحيلي من رأسية محمد السهلاوي ذهبت بعيداً عن المرمى (39)، وأهدر اللاعبان سلمان الفرج وياسر الشهراني فرصة هدف مؤكد للهلال لولا التركيز الذي يغيب عن اللمسة الأخيرة للفريق «الأزرق». واتسم أداء الفريقين في الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط بالحذر، خصوصاً من الجانب النصراوي الذي تجمّع لاعبوه حول منطقة الجزاء، وشكّلوا سداً منيعاً أمام الهجوم الهلالي حتى أعلن الحكم الإيطالي باولو مازوليني نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف. لم يهدأ لاعبو الهلال في الشوط الثاني، إذ واصلوا هجومهم الضاري وكاد أن يسجل تياغو نيفيز بعد أن تحصّل فريقه على خطأ في موقع استراتيجي لولا تصدي الحارس النصراوي لتصويبته (47)، واستعاد النصر توازنه بتحرّر لاعبيه والاندفاع نحو الأمام باتجاه مرمى الهلال، واضطر مدرب الهلال لاستبدال مدافعه البرازيلي ديغاو لإصابته والزج باللاعب أحمد شراحيلي. ومنح هذا الخروج الاضطراري الفريق النصراوي أفضلية من حيث الاستحواذ والسيطرة والصناعة الهجومية، الأمر الذي حدا بلاعبي الهلال التراجع القسري، نظير الأداء الجيد الذي ظهر به لاعبو النصر في هذا الشوط، أسهم في ذلك تحركات فابيان وأدريان وعوض خميس في أدوارهم الهجومية من الجبهة اليمنى، وشايع شراحيلي في الجبهة اليسرى، وسدّد فابيان كرة شكلت فرصة ثمينة (61). وظهر نواف العابد، الذي غاب في بدايات هذا الشوط ليصنع اللعب بجانب سلمان الفرج، ما أعاد لاعبي النصر مجدداً للتحصين الدفاعي، وسعى مدرب النصر داسيلفا إلى أن يبعد الخطر عن مرماه بتعزيز الشق الهجومي وأشرك اللاعب حسن الراهب عوضاً عن فابيان، فأعطى هذا التبديل الفرصة للاعب حسين عبدالغني أن يشن هجمات طولية وعرضية، وكاد أن يسجل عبدالعزيز الجبرين هدف النصر الأول من رأسية إثر كرة منفذه من حسين عبدالغني نجح شراحيلي في التصدي لها (69). وكاد النصر أن يفتتح التسجيل مع نهاية الشوط الثاني عندما تحصّل أدريان على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء، تقدّم حسين عبدالغني لتنفيذها ولكن من دون أن تشكل خطورة على شباك الهلال (91)، ومع بداية الشوط الإضافي الأول بدأ النصر أكثر خطورة ورغبة في التسجيل، وتحصّل الراهب على ركلة ركنية مرّر كرتها أدريان إلى شايع شراحيلي الذي أعادها بدوره إلى أدريان ليقوم الأخير بإرسال كرة عرضية متقنة ارتقى لها محمد السهلاوي مسجلاً الهدف الأول للنصر (94). ونجح الهلال في إحراز التعادل بهدف سجله جحفلي في اللحظات الأخيرة من المباراة. وفي ركلات الترجيح تفوّق الهلال بعدما أضاع شايع شراحيلي ركلة الترجيح السابعة لفريقه، فيما أحرز الأهداف على التوالي محمد الشلهوب وكواك ويوسف السالم ونواف العابد وتياغو نيفيز وسعود كريري وسلمان الفرج، فيما أحرز أهداف النصر فابيان ومحمد السهلاوي وحسين عبدالغني ويحي الشهري ومحمد حسين ومحمد عيد. مشاهدات المباراة شهدت حضوراً جماهيرياً عريضاً، إذ امتلأت أرجاء الملعب وذلك بعد أن تم بيع كامل التذاكر الخاصة بالمباراة، وفتحت أبواب الملعب الساعة الرابعة عصراً. التقط لاعبو الفريقين صورة تذكارية قبل بداية المباراة اصطفوا فيها لاعباً نصراوياً فهلالياً على التوالي في إطار نبذ التعصب، كما قام لاعبو النصر بتوزيع الورود على جماهير نادي الهلال، وهو الأمر ذاته الذي قام به لاعبو الهلال تجاه الجماهير الصفراء. لاعب ريال مدريد السابق ميشيل سليغادو حضر باكراً في المدرجات وارتدى القميص «الأصفر». جمهور الهلال حضر باكراً، وكان الأسبق في الحضور وملء الجزء المخصص له في «الجوهرة». جماهير النصر حرصت على الهتاف لفريقها في بداية المباراة، وقامت بتحية قائد الفريق حسين عبدالغني. تيفو جماهير الفريقين «سلمان في قلوبنا» و«سلمان الشهامة» وجد تفاعلاً كبيراً. الجماهير «الزرقاء» هتفت كثيراً لمدافع فريقها ديغاو أثناء خروجه مصاباً في الشوط الثاني. تم توزيع كتاب كأس الملك وحمل عنوان «عرس الرياضة» على ممثلي الوسائل الإعلامية. تفاعل جماهير الفريقين مع النشيد الوطني السعودي وقاموا بترديده مراراً، خصوصاً أثناء وصول راعي المباراة إلى «الجوهرة». الجماهير «الصفراء» قامت بترديد عبارة «هيا تعال» لمهاجم فريق الهلال ناصر الشمراني أثناء مغادرته أرض الملعب بعد تبديله في الشوط الثاني.