طالب تربويون وإعلاميون سعوديون بتوحيد الجهود داخلياً من وزارة التعليم والجامعات التابعة لها، وهيئة كبار العلماء، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، لتبني مشروع وطني إعلامي يحمي أفكار الشبان والشابات في المملكة من مخططات الأعداء في الخارج والداخل، مهما كلفت تلك الحملة الوطنية، مشددين على ضرورة غرس مبادئ الإسلام الحنيف الداعية للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية ونبذ الفرقة، والعمل على طوق فكري معتدل على الشباب، لحمايتهم من آثار الأفكار المنحرفة والمسربة إلى أرض الوطن. وأكد المشرف التربوي سعد بريك القرني، أهمية «تفعيل برامج حديثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاركة من كبار الدعاة في المملكة والعلماء، عبر رسائل خفيفة وسريعة تصل إلى قلب كل شاب، والعمل على توجيه الشباب نحو حماية الأمن في المملكة من خلال تبني مشاريع وطنية تؤكد على التكاتف، ونبذ الفرقة، وتبادل الزيارات بين شباب المملكة». وشدد القرني ل«الحياة»، على ضرورة «استغلال كل البرامج الوطنية التي تسهم في منع الأهداف والأفكار اللعينة التي لا تزال منذ عشرات السنين تصل إلى شباب المملكة، الذين يتحولون إلى ضحايا جراء الإهمال الكبير من الجهات المعنية بمسائل التوعية». بدوره، أوضح الاختصاصي الإعلامي تركي العسيري، أن «أسلوب الوعظ القديم والمحاضرات لم ولن تجدي مع جيل اليوم، كونه يأخذ المعلومة وفق كلمات بسيطة عبر «تويتر» و«فيسبوك» و«سناب شات» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي». وقال ل«الحياة»: «يجب أن نرقى في وعظنا للشبان والشابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون لوزارة التعليم والجامعات التابعة لها وهيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وبرنامج الأمن الفكري في وزارة الداخلية، وجامعة الأمير نايف الأمنية، دور في هذا العمل، وفق رؤية موحدة ومخطط للقضاء على هذه الأفكار الخبيثة خلال الأعوام المقبلة، مهما زاد الوقت والعمل، ومهما زادت الموازنة، المهم أن نحافظ على أفكار شبابنا». وأكد العسيري أهمية «صناعة ما يشبه الطوق الفكري لأفكار الشباب، فلدينا الإمكانات ولدينا الفكر المعتدل المبني على شريعة سمحة عظيمة، ولدينا القدرة المالية والإدارية، فإلى متى نبقى على العمل التقليدي وما هو الدور المنوط بنا». من جهته، أوضح الباحث في الشؤون الاجتماعية والتربوية أحمد الزهراني أنه «على رغم وجود مكاتب الدعوة المنتشرة في أنحاء المملكة، وانتشار اللجان الاجتماعية والمدارس والجامعات والمؤسسات التربوية والموازنات المليونية التي تصرف على مناشط تلك الجهات سواء أكانت التابعة للشؤون الاجتماعية أم التعليمية، إلا أنه لا يوجد مشروع وطني معتدل وفق أسس عقدية سليمة وعامة لشباب المسلمين في المملكة وخارجها». ورأى الزهراني أنه حتى «اللحظة لم يستغل الإعلام الجديد في نشر رؤية عامة ومدروسة لتعزيز الأمن الفكري وفق قواعد سليمة، وأن تكون ذات توجه يخدم أمن هذه البلاد لعشرات السنين المقبلة». وأضاف: «وزارة الداخلية عملت وتعمل على حماية هذا الوطن، ولكن ما هو دور العلماء ومكاتب الدعوة والمساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية والتربوية؟ فهل من منهج عام معتدل ومدروس من جهة ذات اختصاص في هذا الجانب يمكن أن تنشر الوطنية والفكر المعتدل بين شباب المملكة والعمل على تعزيز الانتماء الوطني وفق منهج شرعي مؤثر قادر على حماية فكر شبابنا من منظمة لا تمتلك ما نمتلكه من قدرة مالية وفكرية استطاعت أن تغزو شبابنا في المنازل ليكونوا اليوم أعداء لنا منفذين لأجندة أعداء الدين والوطن؟».