بعد أن طالبوا بتحويل الجهات التي تعنى بتقديم الحماية الفكرية للشباب إلى مؤسسات حتى تسهم في تفعيل الأنظمة وحسن اختيار القائمين عليها، وتطوير أساليب عمل المؤسسات الإسلامية الرسمية في مجالات الوعظ والإرشاد، خلص المشاركون في ورشة عمل الخطة الإستراتيجية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي التي نظمتها الجامعة الإسلامية إلى المطالبة بأن تعمل الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية بفاعلية على ترسيخ الاعتدال واستثمار طاقات الشباب وحمايتهم من الانحراف الفكري. وركزوا على أهمية تعزيز الاعتدال ونبذ الانحراف داخل المؤسسات التربوية من خلال تفعيل العناصر الرئيسة للعملية التعليمية (المعلم، والمنهج، والإدارة، والبيئة التعليمية، والطالب). إضافة إلى تأصيل مفاهيم الولاء والانتماء للوطن لدى الشباب. وشدد المشاركون في الخطة الإستراتيجية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي، على أهمية الوصول إلى حصانة ذاتية لدى الشباب من أخطار العولمة الثقافية واستثمار العولمة في تعزيز الهوية الإسلامية، وعلى أن تؤدي البرامج الإعلامية إلى تمثل الشباب منهج الاعتدال في فكرهم وسلوكهم، وعلى أن يستثمر الشباب العولمة لتعزيز الهوية الإسلامية الصحيحة، وعلى تحويل الجهات التي تعنى بتقديم الحماية الفكرية للشباب إلى مؤسسات حتى تسهم في تفعيل الأنظمة وحسن اختيار القائمين عليها وتوفير القيادات ذات الكفاءة، وتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار. إضافة إلى أن تعمل مؤسسات المجتمع ضمن شراكات إستراتيجية لتحقيق منظومة الأمن الشامل. المتمثلة في أمن الوطن والمواطن في مختلف المجالات (الأمن الداخلي والخارجي)، خصوصاً حماية الشباب من الانحراف الفكري. والوصول إلى بيئة تعليمية راشدة ومعتدلة. وأيضاً تبني منهج علمي في دراسة قضايا الأمن الفكري وتأسيس مرصد علمي وطني متكامل يعنى بها. وركز المشاركون على أهمية مشاركة عدد من الجهات في تحقيق الأمن الفكري للشباب، والتأكيد على دور الأسرة في مواجهة مخاطر العولمة، ودعمها لتحقيق هذا الغرض، وعلى دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب، وتطوير المناهج الدراسية لتعزيز الأمن الفكري. إضافة إلى تطوير أساليب عمل المؤسسات الإسلامية الرسمية في مجالات الوعظ والإرشاد والتوجيه، ودعم المؤسسات الاجتماعية بما يحقق الأمن الفكري، والعمل على بناء نموذج لمنظومة الأمن الشامل، وتفعيل شراكة مؤسسات المجتمع مع الأجهزة الأمنية في حماية الفكر، ودعم المؤسسات المنتجة للمواد الإعلامية ذات التوجه الفكري المعتدل وأخيراً المطالبة بإنشاء مراكز للدراسات والبحوث تعنى بدراسة الظواهر الفكرية وطبيعتها وتأثيراتها وتعزيز دور المؤسسات الخيرية والتطوعية في علاج مظاهر الانحراف الفكري لدى الأفراد، وكذلك المساجد والجامعات، واستخدام التقنيات الحديثة في معالجة الانحراف الفكري، ومواجهة مخاطر العولمة من طريق الأسرة والمدرسة وغيرهما من مؤسسات المجتمع. يذكر أن هذه الورشة التي انطلقت يوم الثلثاء الماضي واختتمت أعمالها أمس (الخميس)، وتأتي ضمن فعاليات «دراسة الانحرافات الفكرية لدى الشباب دراسة إستراتيجية ميدانية في المجتمع السعودي» التي تشرف عليها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ويشارك في مناقشاتها نخبة من العلماء والمتخصصين من جهات عدة (أعضاء هيئة كبار العلماء، و«الشؤون الإسلامية»، والجامعات السعودية، والأمن العام، ووزارة التربية والتعليم، والندوة العالمية للشباب الإسلامي ووزارة الثقافة والإعلام وكرسي الأمير نايف للأمن الفكري ومجلس الشورى).