يُمهد إعلان حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش، الشقيق الأصغر للرئيس السابق جورج دبليو بوش، عن تأسيس «لجنة استكشافية» للبحث في خوض الانتخابات الرئاسية للعام 2016 في اللحظة نفسها التي كان السناتور الليبيرالي آل فرانكن يشيد من ولاية مينيسوتا ب»المزايا الرئاسية» لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، لحلبة انتخابية عائلية بين الديموقراطيين والجمهوريين ووجهين طبعاً للسياسة الأميركية منذ التسعينات وحتى اليوم. عائلتا بوش وكلينتون هما الأبرز والأكثر حضوراً في السياسة الأميركية المعاصرة مع تراجع نجم آل كينيدي وشبه اختفاء آل ريغان. ومن هنا سيحاول كل من جيب بوش وهيلاري كلينتون توظيف رأسمالهما العائلي ومحاولة العودة الى البيت الأبيض بالبناء على رصيد عائلي طويل في السياسة الأميركية، طبعه رئيسان من آل بوش وولايتين لبيل كلينتون قبل وصول هيلاري الى مجلس الشيوخ وبعدها تسلم وزراة الخارجية. وكان اعلان بوش عن تشكيل اللجنة الخطوة الطبيعية قبل حسم قرار الترشح في الأشهر المقبلة، فيما تعكس جميع تحركات كلينتون واستقطابها للأقليات وزياراتها لولايات الوسط الأميركي بأنها تتجه لخوض الانتخابات الرئاسية التي تطلعت اليها منذ كانت السيدة الأولى عام 1992 ودخلتها في حملة 2008 وخسرت يومها أمام الرئيس الحالي باراك أوباما. غير أن نتائج الاستطلاعات تبتسم وبالفم الملآن لكلينتون في الانتخابات المقبلة، وتضعها في موقع قيادي غير مسبوق لأي مرشح انتخابي في التاريخ الأميركي الحديث. اذ تتصدر هيلاري اليوم وبحسب استطلاع «ماكلاتشي وماريست» الصادر هذا الأسبوع أسماء الديموقراطيين وبفارق 51 نقطة عن منافسيها المحتملين. وتحظى بتأييد 62 في المئة من الديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية، يليها نائب الرئيس جوزيف بايدن بنسبة 11 في المئة وبعده السناتور الليبرالية الميول أليزابيث وارن بنسبة 9 في المئة. كما يتقدم جيب بوش على الجمهوريين المحتمل ترشحهما للرئاسة، انما بفارق أقل وينال بحسب الاستطلاع نفسه تأييد 16 في المئة، في مقابل 12 في المئة لمايك هاكابي و10 في المئة لحاكم نيوجيرسي كريس كريستي. أما في مواجهة بين الحزبين، فتتفوق كلينتون على بوش بنسبة 13 نقطة وعلى كريستي بنسبة 12 نقطة. وفي السياسة، يعتبر جيب بوش وهيلاري كلينتون متقاربين في الساحة الخارجية خصوصاً في الشرق الأوسط بتطلعهما الى مواقف أقوى في سورية، ودعم غير مشروط لإسرائيل، وتمتين العلاقة مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، وتشدد في الملف النووي الايراني. ويصنف جيب بوش بأنه أكثر اعتدالاً من أخيه الرئيس السابق وأقرب الى والده جورج هيربرت بوش، وليس محاطاً بالمحافظين الجدد الذين هيمنوا على دائرة جورج بوش في الولاية الأولى له في الحكم. داخلياً، هناك افتراق بين المدرستين الجمهورية والديموقراطية في ملفات الضرائب واقتناء الأسلحة وحقوق المثليين والاجهاض. وتفرض ضرورة الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الواحد مجاراة كل من كلينتون وبوش للقواعد الحزبية وبالتالي الجناح الى اليسار واليمين تباعاً. وستدخل الولاياتالمتحدة فعلياً في موسم الانتخابات الرئاسية الربيع المقبل مع الاستعدادات للانتخابات التمهيدية وتوافد المرشحين الى الولايات الحاسمة. ويرجح المراقبون اعلاناً متأخراً من كلينتون، تبقي فيه على عامل المفاجأة وتُربك استعدادات منافسيها.