على غير العادة غابت التصريحات النارية، واختفت أصوات التهديد والوعيد، ولم تظهر شعارات التحدي، قبل «دربي» الهلال وغريمه النصر مساء اليوم على نهائي كأس الملك، ولم يتصدّر المشهد أحاديث جمهور الناديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتجمعات اليومية، وكأنه الهدوء الذي يسبق عاصفة قوية تحمل بين طياتها الشيء الكثير من الصخب. وكلا المعسكرين «الأزرق» و«الأصفر»، اقتصرت جهود أفراده من إداريين وفنيين على الإعداد الفني والنفسي للاعبين بعيداً عن التحذير من تكليف حكم أو التذمر من طريقة بيع تذاكر، وحتى بعض الغيابات التي تعاني منها صفوف الفريقين لم تكن ذريعة لأحد الناديين للحديث عن ظروف قد تعصف بالآمال والطموحات. من جانبه، كشف مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال فيصل المطرفي ل«الحياة» بأن السياسة الإعلامية في نادي الهلال ثابتة قبل أية مواجهة ولم يطرأ عليها أي تغيّرات، وسبق وأن خرج اللاعبان سعود كريري وفيصل درويش وتحدثا عن المباراة من الجوانب كافة، شأنها شأن أية مباراة أخرى في هذا المحفل، وأضاف: «لم أرصد ردود أفعال الجمهور، إلا أن الإدارة دائماً وأبداً تناشد جماهيرها بالحضور والمؤازرة، لأن الجمهور الأزرق أحد أهم عناصر تفوّق الفريق». في غضون ذلك، أكد الأمين العام لنادي النصر خالد الرشيدان أن حال الهدوء التي يعيشها فريق النصر قبل مواجهة غريمه التقليدي الهلال والبعد عن الأحاديث الإعلامية تأتي في إطار سياسة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بعدم الظهور المتكرر إعلامياً والحديث عن المباريات المهمة، وقال الرشيدان في حديثه الخاص ل«الحياة»: «أهنّئ الفريقين على وصولهما للمواجهة الختامية على هذه البطولة الغالية، ونتطلع مع الأخوة الأشقاء في نادي الهلال إلى تقديم مباراة ممتعة فنياً كما هي عادة لقاءات الفريقين على مدى التاريخ، وأن ننجح نحن في النصر بتحقيق كأس البطولة التي تحمل اسم الوالد القائد، وضمها إلى بطولة الدوري ويكون ختامها ذهب وتميز لمسيرة فريق قدّم أفضل مستوياته الفنية هذا الموسم». وأضاف: «الهدوء في استعدادات النصر ليس بالأمر المستغرب، لأننا منذ فترة طويلة نسير بخطة محددة وتم تنفيذها بحسب توجيهات رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بالبعد عن التصاريح المستفزة والإثارة الإعلامية، وأن يكون العمل هو من يتحدث عن نفسه، وأن تكون لغة الاحترام هي السائدة في كل شيء، وهذا أحد أسرار تفوّق النصر في الموسم الماضي والحالي، وأعتقد أن لعبة كرة القدم تحتاج للهدوء والاستقرار، لأنها في النهاية تعتمد على الأمور النفسية بشكل كبير»، وتابع الرشيدان: «لغة التصاريح الرنّانة والقوية لم تعد مجدية وأصبحت لعبة مكشوفة، وثقافة المتلقي أصبحت كبيرة في ظل التطور في التكنولوجيا، وأتمنى أن نقتدي بالأمور الجميلة في أوروبا بعدم الاعتماد على الإثارة خارج الملعب». لماذا تم تغيير المراقب الفني؟ طلبت الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم السعودي من لجنة الحكام تغيير المراقب الفني لمباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين محمد سعد بخيت قبل 24 ساعة من النهائي، وأجرت «الحياة» اتصالاً برئيس لجنة الحكام عمر المهنا للتعليق على الموضوع، إلا أنه أبدى تحفظاً في الإجابة عن استفسار «الحياة»، ولم يدل بأي تعليق واضح يخص الأمر. وأسندت المباراة إلى الطاقم الإيطالي المكون من حكم الساحة باولو مازوليني ومساعد أول إلينتو دي ليبراتوري ومساعد ثانٍ ماتيو باسيري، وكما جرت العادة تم تكليف حكم رابع ومراقب فني سعوديان وهما عبدالرحمن العمري ومحمد سعد بخيت، إلا أن أمانة اتحاد القدم أبلغت لجنة الحكام برغبتها في تغيير المراقب الفني، فيما لم تتحصل «الحياة» على معلومات وافيه حول مسببات الطلب أو تفاصيله في حين استجابت لجنة الحكام لطلب «الأمانة» وقامت بتكليف الحكم الدولي السابق عبدالله العقيل بمراقبة المباراة فنياً. يذكر أن لجنة الإعلام في الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن عبر «بريد إلكتروني» بعثه للوسائل الإعلامية أسماء حكام المباراة، من دون الإشارة إلى اسمي الحكم الرابع و المراقب الفني.