سعت حكومة جنوب السودان أمس (الثلثاء)، إلى تبرير طردها منسق الأممالمتحدة للمساعدة الإنسانية المعروف بصراحته توبي لانزر، مشيرة إلى أنها اتخذت هذا الإجراء لأنه توقع انهيار البلاد. وصرح الناطق باسم الحكومة اتني ويك إلى الصحافيين أن "مهمة الأممالمتحدة في جنوب السودان هي دعم حكومة جنوب السودان وليس التسبب في فوضى"، مؤكداً أن لانزر تجاوز حدوده، مضيفاً أن "لانزر أدلى بتصريح غير مسؤول وضد الحكومة تماماً، وأن توقعه بانهيار البلاد في شكل كامل لا يمنح شعب جنوب السودان الأمل". ورداً على تنديد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بطرد المسؤول الدولي ودعوته جوبا إلى العودة عن قرارها فوراً، قال الناطق إن هذا الأمر يعود إلى الرئيس سلفا كير. وتابع: "الرئيس هو المخول إلغاء أمر الطرد. هو لم يلغه ولكن ذلك ليس مستحيلاً". وندد مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات خريستوس ستيليانيدس في بيان بقرار الحكومة السودانية الجنوبية، معتبراً أن "القرار غير مقبول، وأن لانزر عمل من دون كلل لتلبية الحاجات الإنسانية وضمان حماية السكان المدنيين". وأكد أن المساعدة الدولية التي يقوم لانزر بتنسيقها تحدث "فرقاً أساسياً" في البلاد. بدوره، دان جيمس دادريدج الوزير البريطاني المكلف أفريقيا طرد لانزر في ضوء "الوضع الإنساني الميؤوس منه" الذي يعانيه جنوب السودان راهناً. وفي واشنطن أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان، أن "طرد لانزر إهانة للمجتمع الدولي الذي يعمل على إرساء السلام والاستقرار في جنوب السودان ويظهر ازدراء عديم الإحساس بمعاناة سكان" البلاد. وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة، التي ساهمت بأكثر من 1.1 بليون دولار في تمويل المساعدات العاجلة لجنوب السودان، "تدعم بالكامل" العمل الذي تقوم به الأممالمتحدة في هذا البلد والذي أدى فيه لانزر "دوراً مهماً"، مطالباً جوبا بالعودة عن قرارها طرده. ويستمر النزاع في جنوب السودان منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013 بين أنصار الرئيس سلفا كير ومتمردين يقودهم نائبه السابق رياك مشار. وتضم مخيمات الأممالمتحدة أكثر من 120 ألف سوداني جنوبي. وألقى لانزر باللوم في تصاعد العنف على كير ومشار اللذين وقعا العديد من اتفاقات السلام ولم ينفذاها. وكتب لانزر الأسبوع الماضي تغريدة قال فيها "عدد المحتاجين في جنوب السودان يتزايد، وهو أعلى الآن منه العام الماضي". وجاء طرد لانزر قبل أسابيع من تركه منصبه ليتولى منصباً جديداً في الأممالمتحدة.