وصل إلى جدة أمس، دولة رئيس وزراء لبنان تمام سلام. وكان في استقباله لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز. كما كان في استقباله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء خالد بن عبدالرحمن العيسى الوزير المرافق، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن عواض عسيري، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس، وسفير لبنان لدى المملكة عبدالستار عيسى، والمدير العام لمطار الملك عبدالعزيز الدولي عبدالحميد بن حماد أبا العري، ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالعزيز بن عثمان الصولي. ثم استعرض رئيس وزراء لبنان وولي العهد حرس الشرف. وبعد استراحة قصيرة في قاعة التشريفات توجه سلام في موكب رسمي لمقر إقامته. ويضم الوفد الرسمي المرافق لرئيس وزراء لبنان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني المهندس سمير مقبل، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الصحة وائل أبوفاعور، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير الشباب والرياضة عبدالمطلب الحناوي. إلى ذلك، يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في ختام زيارته للمملكة العربية السعودية التي بدأها أمس بلقاء مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وأقام الأمير محمد ليل أمس مأدبة عشاء على شرف سلام في حضور أعضاء الوفد اللبناني أعقبتها محادثات رسمية مكثفة شارك فيها نائب رئيس الحكومة اللبناني وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ووزراء الخارجية جبران باسيل والصحة العامة وائل أبو فاعور والداخلية والبلديات نهاد المشنوق والشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي وسفير لبنان لدى المملكة عبدالستار عيسى. وينتظر أن يشارك في لقاء خادم الحرمين الشريفين والرئيس سلام الوزراء أعضاء الوفد اللبناني والسفير عيسى على أن يعقد سلام بعده لقاء مع أعضاء الجالية اللبنانية في مقر القنصلية اللبنانية في جدة في حضور القنصل اللبناني زياد عطاالله ثم يغادر ليلاً عائداً الى بيروت. وتشكل زيارة سلام والمحادثات التي سيجريها مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد مناسبة لتأكيد عمق العلاقات اللبنانية - السعودية ودور المملكة الداعم للبنان، خصوصاً في الظروف الصعبة التي مر بها سابقاً ويمر بها اليوم، وهو ما عكسته مصادر الوفد اللبناني حيث اعتبرت أن الحفاوة التي استقبل بها سلام وعلى مستويات عالية هي إشارة إيجابية الى الانفتاح السعودي المتواصل على لبنان وإلى النظرة السعودية الإيجابية الى الحكومة اللبنانية وإلى زيارة سلام. وتأتي الزيارة، وفق مصدر وزاري لبناني، في ظل ما أشيع منذ أسبوعين عن أن المملكة تميل الى تجميد تسليم الأسلحة المقررة وفق هبة الثلاثة بلايين دولار الى الجيش اللبناني، بفعل التطورات اللبنانية الداخلية على خلفية الخريطة الناشئة من تصاعد مشاركة «حزب الله» في الحرب في سورية والتي جعلته يضغط من أجل اشتراك الجيش في معركة القلمون وجرود عرسال. غير أن مصدراً وزارياً آخر أبلغ «الحياة» أنه خلافاً للاعتقاد أن هناك مشكلة في شأن سلاح الهبة السعودية، فإن الزيارة ستكون تأكيداً لاستكمال تنفيذ تسليم الأسلحة المقررة للجيش وفقاً للهبتين الأولى (3 بلايين دولار) والثانية (بليون دولار) التي أوكلت المملكة الى الرئيس سعد الحريري الإشراف على توزيعها. وقال المصدر إن هناك أسلحة مقررة وفقاً للهبتين بدأت بالوصول أصلاً. وتوقع أن تؤكد المملكة أثناء زيارة سلام هذا الأمر خلافاً لكل الإشاعات. وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق ل «الحياة» على متن الطائرة إن أهمية الزيارة أنها تتم بعد أشهر قليلة على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الملك وبعد تطورات مهمة على الصعيد الإقليمي. وهذا يستوجب المزيد من التنسيق، خصوصاً أن المملكة عنوان دائم للخير على لبنان. وأضاف: «مهما كانت خلافات اللبنانيين حول «عاصفة الحزم»، لا يمكن أحداً أن ينكر أن السعودية بسياستها الانفتاحية استعادت مجداً للعروبة افتقدناه مع الانكفاء المصري السابق على مدى 30 عاماً». أكد أن الآراء المهاجمة للمملكة لا تعبر عن بلاده تمام سلام: لبنان مع السعودية لمنع التدخلات الخارجية أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمّام سلام، تأييد بلاده ودعمها لسياسة المملكة الحكيمة الرامية إلى تمتين وحدة الصف الإسلامي والعربي ومحاربة كل أشكال التطرف وتعزيز أمن المنطقة ورفاه شعبها بعيداً عن أي تدخلات خارجية، مشيداً بمواقف السعودية الداعمة للبنان. وقال سلام في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بعد وصوله إلى جدة أمس: «إن الزيارة تشكل فرصة لنا لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين، وستكون مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية - السعودية التي تحتل بالنسبة لنا درجة عالية من الأهمية، وتلقى منا حرصاً على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة». وأضاف: «سننقل إلى خادم الحرمين الشريفين تحيات الشعب اللبناني وشكره على كل ما قامت به المملكة وتقوم به لمساعدة لبنان ودعم مؤسساته الدستورية وتعزيز الأمن والاستقرار فيه التي أخذت على مدى السنين أشكالاً مختلفة، منها المبادرات السياسية التي رمت دائماً إلى حفظ البلاد ووحدتها وسيادتها مثلما حدث في مؤتمر الرياض عام 1979، ومؤتمر الطائف عام 1989، ومنها التقديمات المالية المباشرة مثل المساهمات الكبيرة في مشاريع إعمار ما هدمته الحرب الأهلية، والدعم المخصص لإعادة الإعمار الذي تلقيناه بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006، أو الهبة الكريمة الأخيرة التي قدمت لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. كما سنعرض في محادثاتنا الوضع في لبنان من كل جوانبه، خصوصاً المعركة التي يخوضها الجيش والقوى الأمنية اللبنانية مع الإرهاب، وملف النزوح السوري الذي يشكل عبئاً هائلاً على لبنان على كل المستويات». وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن المملكة تعامل لبنان دائماً معاملة الشقيق الأكبر مع شقيقه الأصغر، إذ احتضنت ولاتزال عشرات الآلاف من أبنائه الذين يعملون على أرضها ويسهمون في تنميتها ويجنون الرزق فيها. وعن الحملات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية من بعض الجهات اللبنانية، قال: «الموقف الرسمي اللبناني تعبّر عنه الحكومة اللبنانية وليس أية جهة أخرى، واللبنانيون أهل وفاء، يحفظون الجميل ويصونون عهد الأخوة العربية، ولن ينسوا أبداً أفضال بلاد الحرمين، كما لن يفرّطوا بالعلاقات المتينة والتاريخية مع المملكة». ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أمور محددة يحملها الوفد اللبناني معه إلى المملكة قال سلام: «سنعرض على إخواننا في المملكة خطة عمل لمواجهة موضوع النازحين تقوم على شقين الأول يعنى بالجانب الإنساني للمشكلة، والثاني يسعى إلى تعزيز القطاعات والبنى التحتية اللبنانية التي تتحمل عبء النازحين»، متمنياً من قيادة المملكة مساعدتهم في النهوض بأوضاع بعض المناطق اللبنانية التي تعاني من ظروف صعبة، بحيث تحمى من التحول إلى أرض خصبة للتطرف. وأكد أن الأوضاع المتفجرة في المنطقة ستكون على طاولة المحادثات مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية.