طالب أعيان وأهالي مدينة سيهات، بدفن جثامين شهداء جامع الإمام الحسين في الدمام، في مقبرة مدينتهم، وذلك بعد أن أعلنت عوائل الشهداء نيتها نقل جثامين الشهداء إلى مسقط رأسهم في محافظة الأحساء، لدفنهم هناك. وأكد وفد أهالي سيهات الذي زار أهالي الشهداء أمس، وضم 20 من الأعيان والمشايخ، رغبتهم في «التشرف بدفن الشهداء في مقبرة سيهات». وقالوا في بيان وقعه أيضاً عدد منهم: «نعرب عن إجلالنا وإكبارنا لمقام الشهداء، باسمنا وباسم أهالي مدينة سيهات نبدي لأهلنا في الدمام ولذوي الشهداء عظيم رغبتنا أن تحتضن أرض سيهات جثامين الشهداء والتشرف بدفن الشهداء الأبرار في مقبرة سيهات، ونيل شرف بركاتهم، لتُتوّج بهم مقبرتنا، فقد جاء في الحديث «الشهداء أمراء أهل الجنة». وأشاروا إلى الدور الكبير الذي قدمه الشهداء «واستلهموا روح الشهادة، حينما استرخصوا أنفسهم ليحموا مئات المصلين، فطوبى لهؤلاء الفتية الذين اصطفاهم ربهم شهداء عنده يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله، ونستنكر أشد الاستنكار هذه الجريمة الشنعاء». وقال الشيخ زكريا الداوود (أحد أعضاء الوفد): «إن هذه المبادرة جاءت بسبب العلاقة القوية جداً بين أهالي سيهات وأطياف المجتمع الأحسائي، وهناك تمازج روحي كبير بين الأهالي، وأردنا بهذه المبادرة أن نظهر المحبة والمشاركة الفعلية في هذا المصاب الذي هز كياننا جميعاً»، مضيفاً: «هدفنا زيادة اللحمة الاجتماعية وتوحيد الجهود لقطع الأيادي الممتدة لتلاحمنا وترابطنا». وينتظر الوفد الرد النهائي من أسر الشهداء، الذين أعلنوا بعد الحادثة مباشرة رغبتهم في دفن الشهداء في الأحساء. وقال الداوود: «نحن نحاول من خلال هذه المبادرة الإنسانية، وهي واجب علينا أن نقضي على مسببات الفتنة التي يحاول المجرمون إيقاعها فينا، ويجب أن يكون للعقلاء دور مهم وفاعل في هذه المرحلة المفصلية من حياتنا». وأوضح أن «مقبرة سيهات تتميز بأنها تستقبل وعلى الدوام جميع الأطياف من دون تمييز، إذ هي مقبرة الجميع، ونحن حين تقدمنا بهذا الطلب وهذا الرجاء كان هدفنا الأسمى أن تتشرف مقبرة سيهات بأن تحتضن أحد أو جميع هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأجسادهم الطاهرة لإنقاذ آلاف المصلين الأبرياء، وسيهات سيكون لها شرف احتضان هذه الأجساد في حال تلقينا الموافقة النهائية من أهالي الشهداء».