احتشد أبناء الوطن منذ الساعة الثانية من ظهر أمس؛ للمشاركة في تشييع شهداء التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي ببلدة القديح يوم الجمعة الماضي. وراح ضحيته 21 شهيدا و106 مصابين، حيث ندد الجميع بالإرهاب وأكدوا على اللحمة الوطنية. وتقاطر الكبار والصغار من مختلف قرى ومدن المنطقة الشرقية والمدينة المنورة والأحساء فضلا عن وفود من مملكة البحرين ودولة الكويت؛ للمشاركة والتعبير عن استنكارهم والتنديد بالعمل الارهابي الذي أودى بحياة وأصاب عشرات المصلين. وانطلقت عملية التحضير لمراسيم التشييع، منذ مساء أمس الأول «الأحد» من خلال تحديد مسار موكب الشهداء، بهدف تنظيم مسيرة الحشود المشاركة في مواراة اجساد الشهداء في مقبرة الحليلة في البلدة. واحتلت صور الشهداء مواقع عديدة على منازل بلدة القديح، فالشوارع التي تقطع البلدة تخيم عليها الحداد والحزن، فالسواد يلف البلدة الوادعة، فالبلدة التي أصبحت مطل أنظار العالم منذ يوم الجمعة الماضي لم تغمض لها عين على مدى الايام الماضية، خصوصا وان غالبية المنازل تعيش وقع الصدمة التي ساهمت في ازهاق الارواح البريئة، بالإضافة لأكثر من 100 جريح. وحرصت اللجنة المنظمة لموكب التشييع على انزال جثتي الطفلين «حيدر المقيلي» و«علي الغزوي» حيث حط نعشهما في الموقع المخصص للصلاة، ثم أدخلت جنازة الشهيدين «سعيد ال غزوي» و «حسين آل يتيم» بعدها توالى وصول الشهداء لمكان صلاة الجنازة، حيث حملت اجساد الشهداء «محفوظ العلويات» و«احمد آل عبيد» و«احمد الخاطر» الى القبور. وتقدم جموع المصلين في سوق الخميس امام مسجد الإمام علي بن ابي طالب الشيخ عباس العنكي للصلاة على أرواح الشهداء. وحرص عدد من مصابي الحادث الارهابي الاجرامي على المشاركة في تشييع الشهداء، واعتبر وفد الاحساء المشارك ان الحرص على المشاركة في التشييع لا يمثل سوى تعبير متواضع عن الرفض التام لجميع اشكال الارهاب، مضيفا، ان المصاب اصاب الجميع ولا يقتصر على منطقة بدون اخرى. فيما وصف وفد الدمام العمل الارهابي الاجرامي ب «الشنيع»، فالإرهابي لم يراع حرمة بيوت الله وحرمة يوم فضيل «الجمعة»، مؤكدا، ان الجميع يقف يدا واحدة في وجه جميع دعوات شق اللحمة الوطنية، لافتا، الى ان ارادة الحياة ستنتصر على ارادة الموت والقتل التي يسعى البعض الى تكريسها في المجتمع السعودي. خلال تشييع جثامين الشهداء أمس جميع الأطياف شاركت في التشييع