بدت الحماسة جلية على السويسري جوزيف سيب بلاتر بعد إعادة انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم في الجمعية العمومية، التي عُقدت أمس (الجمعة) في زيوريخ ب133 صوتاً في مقابل 73 لمنافسه الأمير علي بن الحسين، الذي فضّل الانسحاب من الجولة الثانية مختصراً الكثير من الوقت على أعضاء «فيفا»، الذين مروا بيوم شاق من المناقشات والإجراءات الانتخابية التي استغرت وقتاً طويلاً. وألمح بلاتر إلى عدم رغبته في الاستمرار في منصبه بعد الولاية الحالية، إذ قال: «سأسلم فيفا بعد أربعة أعوام قوية، وسنعيدها معاً إلى وضع أفضل من وضعها الحالي»، إلا أنه ترك الباب موارباً حينما رفض التعليقات على عمره قائلاً: «أحبكم وأحب فيفا وأحب العمل، أعلم أن البعض يُعلّق على عمري وأقول إن هناك من يبلغون من العمر ال50 لكنهم يبدون كباراً في السن»، قبل أن يستدرك ممازحاً: «أعتذر عن ذلك وأعلم أن هناك الكثير ممن يبلغون ال50 هنا». وأعرب بلاتر، الذي انتخب للمرة الأولى على هامش مونديال 1998 في فرنسا، عن امتنانه للأمير علي الذي حصل على نسبة كبيرة من الأصوات، وتابع: «أشكركم على وقوفكم معي لأربعة أعوام مقبلة، سأكون الرُبان والقبطان لسفينة فيفا وسأعيده إلى شاطئ النجاة». وأضاف : «لكن علينا أن نعمل مع بعضنا، وأن نحل المشكلات، علينا تعديل الكثير من الأمور». وعاد بلاتر إلى المرح مجدداً حين قال: «أنا الآن في مزاج جيد، كنت متوتراً طوال اليوم». الأمير علي بن الحسين بدا هادئاً طوال فترة التصويت، وبدا فريقه الذي ضم شقيقته الأميرة هيا بنت الحسين في حال معنوية عالية، قبل أن يعلن انسحابه في كلمة مقتضبة قال فيها: «أشكر الذين تحلوا بالشجاعة وصوتوا لي، ولكنني أعلن انسحابي قبل الجولة الثانية». ويأتي فوز بلاتر بفارق كبير من الأصوات على رغم أنه لم يحسم النتيجة من الجولة الأولى، بعد فضيحة الفساد المدوية التي هزت «فيفا»، وأدت إلى سلسلة من الاعتقالات من القضاء السويسري بناء على طلب القضاء الأميركي. وضرب «فيفا» زلزال قوي فجر (الأربعاء) الماضي، مع إطلاق إجراءين قضائيين منفصلين من القضاء الأميركي والسويسري بتهم فساد على نطاق واسع، وتوقيف سبعة مسؤولين في زيوريخ بسويسرا في فندق فخم وتوجيه التهم ومداهمة مقر «فيفا»، فضلاً عن اتهام 14 شخصاً. وبحسب وزارة العدل الأميركية فإن المتهمين هم: نائب رئيس «فيفا» رئيس اتحاد كونكاكاف جيفري ويب، والعضو المنتخب في اللجنة التنفيذية ل«فيفا» واللجنة التنفيذية لكونكاكاف أدواردو لي، والمسؤول عن شؤون التنمية في «فيفا» جوليو روشا، و معاون رئيس اتحاد كونكاكاف كوستاس تاكاس، ونائب رئيس «فيفا» رئيس اتحاد كونكاكاف سابقا جاك وورنر، ونائب رئيس «فيفا» حالياً عضو اللجنة التنفيذية أوغينيو فيغويريدو، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد أميركا الجنوبية رافايل إيسكيفيل، والعضو الممثل ل«فيفا» في اللجنة التنظيمية للألعاب الأولمبية جوزيه ماريا مارين، وعضو اللجنة التنفيذية ل«فيفا» سابقاً نيكولاس ليوز. هذا فضلاً عن أربعة مسؤولين في شركات التسويق الرياضية وهم: أليخاندرو بورزاكو وارون دايفيدسون وهوغو جينكيس وماريانو جينكيس، ووجّهت التهمة أيضاً إلى الوسيط الذي سهّل عملية الدفع الغير قانونية خوسيه مارغيليس. وطالب الاتحاد الأوروبي برئاسة الفرنسي ميشال بلاتيني بتأجيل الانتخابات ستة أشهر بعد الفضيحة، لكن اتحادات أخرى في قارات آسيا وأفريقيا والكونكاكاف رفضت التأجيل. وامتص بلاتر الصدمة الأولى بقوله أمس: «إن المتهمين جلبوا العار والذل إلى كرة القدم، وهذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات من قبلنا، لأننا لا نستطيع أن نسمح بتلطيخ سمعة كرة القدم وفيفا أكثر وأكثر، يجب أن يتوقف هذا الأمر هنا والآن». وأضاف «أعرف جيداً أن أشخاصاً كُثر يعتبرون أنني المسؤول الأول عن سمعة مجتمع كرة القدم العالمي، سواءً كان الأمر يتعلق بمنح شرف استضافة كأس العالم أم فضيحة فساد، لكنني لا استطيع مراقبة الجميع».